زنقة36_غزة مجيد
في خطوة مفاجئة، أعلنت جماعة أولاد عبدون عن إلغاء موسم التبوريدة لعام 2024، الذي كان من المقرر تنظيمه كجزء من التقاليد الثقافية المحلية. هذا القرار أثار تساؤلات عديدة بين سكان المنطقة والمراقبين، خاصة وأن هذا الموسم يعد حدثًا ثقافيًا بارزًا في المنطقة.
وفقًا لبعض المسؤولين المحليين، فإن إلغاء هذا الحدث البارز جاء نتيجة الظروف الاستثنائية التي يمر بها المغرب بسبب أزمة المياه والجفاف. ومع استمرار الجفاف في التأثير بشكل كبير على مختلف الأنشطة الفلاحية والاقتصادية في البلاد، كان من الصعب تنظيم موسم التبوريدة بالطريقة التي تعكس قيمته التراثية.
عدد كبير من الشيوخ ومقدمي السربات أعربوا عن أسفهم لعدم قدرتهم على المشاركة هذا العام، مشيرين إلى أن نقص المياه جعل من الصعب الحفاظ على جودة الأداء والعروض التي اعتاد الجمهور على مشاهدتها. وفي نفس الوقت، عبر المسؤولون المحليون عن أسفهم لهذا القرار، مع التأكيد على أن التحديات البيئية كانت العامل الحاسم في اتخاذه.
الموسم السابق، في سنة 2023، كان ناجحًا بشكل ملحوظ، حيث أقيم بتاريخ 10 غشت بمشاركة 23 سربة من داخل إقليم خريبكة ومن أقاليم مجاورة. وقد ساهم في هذا النجاح الكبير المجلس الجماعي بقيادة رشيد الصوتي، إضافة إلى الدعم الكبير من الشركاء المحليين، مما جعل الحدث يجذب آلاف الزوار وعشاق الفانتازيا، الذين أثثوا جنبات المنصة الرسمية “المحرك” واستمتعوا بالعروض المميزة للتبوريدة في أجواء احتفالية تراثية.
ورغم أن إلغاء موسم هذا العام يأتي بمثابة ضربة للمجتمع المحلي، إلا أن الجميع يعرب عن أمله في أن تكون الظروف أفضل في السنة القادمة، مما سيمكن من استئناف هذا الحدث الثقافي المهم. وتبقى الآمال معلقة على عودة الموسم في العام المقبل، مع رغبة قوية في استعادة البهجة والفرحة التي يجلبها هذا الحدث إلى نفوس المشاركين والزوار على حد سواء.
إلغاء موسم التبوريدة لهذه السنة ليس مجرد قرار إداري، بل يعكس التحديات البيئية الكبرى التي يواجهها المغرب في ظل أزمة المياه. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً في تحسن الظروف واستمرار التقاليد الثقافية في المستقبل، بما يعيد الحياة إلى هذه الفعاليات التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من التراث المحلي.
لماذا تم إلغاء موسم التبوريدة بجماعة أولاد عبدون لعام 2024؟
