زنقة36_غزة مجيد
خريبكة – منذ إطلاقه في عام 2007 بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حمل مشروع “المنجم الأخضر” آمالاً كبيرة لسكان مدينة خريبكة، ليحولها إلى مدينة حضرية حديثة غنية بالفرص الاقتصادية والترفيهية. وصفته الصحيفة الفرنسية “Le Parisien” بالمشروع الفرعوني الذي سيغير معالم الأقطاب الاقتصادية في البلاد. ولكن، ولأسباب متعددة، توقفت الأشغال لسنوات، مما ترك المشروع بدون هوية واضحة.*
**المنجم الأخضر: سنوات من الجمود قبل العودة من جديد**
بعد مرور عشر سنوات على تجميد المشروع بسبب صعوبات التمويل والتزام الشركاء، شهد عام 2017 عودة المشروع إلى الواجهة. حيث تم تشييد الخزانة الوسائطية التي تصنف كأكبر مكتبة متعددة الوسائط بالمغرب. كما تم عقد شراكة بين المجمع الشريف للفوسفاط وصندوق الشيخ زايد للاستثمارات لبناء وتجهيز مستشفى الشيخ زايد متعدد الاختصاصات. في عام 2018، افتتحت مدرسة 1337 التابعة لجامعة محمد السادس كأول مدرسة متخصصة في البرمجة بالمغرب. ورغم هذه الإنجازات، لم تظهر ملامح مشروع “المنجم الأخضر” بشكل كامل، حيث تباطأت الأعمال مجددًا بسبب جائحة كورونا.
**عودة المشروع بحيوية جديدة نحو مستقبل مشرق**
في عام 2022، تم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة مشروع “المنجم الأخضر” برئاسة عامل إقليم خريبكة ومجلس جهة بني ملال خنيفرة والمكتب الشريف للفوسفاط. هذه اللجنة ركزت على إعادة تقييم المشروع بهدف وضع استراتيجية واضحة تمهد لانطلاق الأعمال الكبرى ضمن المخطط التنموي المغربي “Vision Morocco 2030”.
مع بداية عام 2023، بدأت الأشغال من جديد بحماس وإصرار، حيث يتضمن المشروع بناء مجمع اقتصادي وثقافي يضم مدينة للعلوم. هذا التوجه يعكس رؤية المكتب الشريف للفوسفاط لتحويل خريبكة إلى مدينة علمية وتقنية بامتياز.
**مشاريع كبرى تقود التغيير**
يضم المشروع إنشاء جامعة دولية جديدة، إلى جانب مجمع سكني وسياحي يحتوي على إقامات فاخرة وقرى اصطياف وفنادق مصنفة ومرافق رياضية متنوعة، بما في ذلك ملعب للغولف، ونادي للفروسية، وميدان للتزلج، ومنشآت للرياضات الصعبة. وقد تم بالفعل افتتاح مركب سباق السيارات وقاعة مغطاة بموقع “المنجم الأخضر”.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء متحف للمنجم على مساحة 2813 مترًا مربعًا بتكلفة 30 مليون درهم، مما سيعزز من إشعاع المدينة الثقافي والعلمي.
**نحو مستقبل مشرق لخريبكة**
يعتبر مشروع “المنجم الأخضر” جزءًا من رؤية شاملة لتحويل مدينة خريبكة إلى مركز علمي وتقني وثقافي، حيث تسعى المدينة إلى أن تصبح منارة للبحث العلمي والأكاديمي في إفريقيا. كما يهدف المشروع إلى تعزيز التنمية الاقتصادية للمنطقة وتحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال إنشاء مركز حضري جديد ومتنفس سياحي يزيد من تنافسية الجهة.
إن هذا المشروع الكبير لا يمثل فقط استثمارًا في البنية التحتية، بل هو استثمار في مستقبل المدينة وسكانها، ويمثل خطوة جريئة نحو تحقيق رؤية مغرب 2030.