” الموسيقى التصويرية، أي موقع ابداعي في الفيلم المغربي؟”

11 سبتمبر 2022آخر تحديث :
” الموسيقى التصويرية، أي موقع ابداعي في الفيلم المغربي؟”

 

زنقة36_طنجة 

خلال الدورة 22 للمهرجان الوطني للسينما المغربية المقام بمدينة طنجة خلال الفترة الممتدة ما بين 16 و24 شتنبر 2022 برمج المنظمون موائد مستديرة سينمائية منها : “الموسيقى التصويرية ، اي موقع في الفيلم المغربي ؟”.
والندوة ستقام يوم 19 شتنبر 2022 بطنجة ، من تنظيم اتحاد المخرجين والمؤلفين السينمائيين المغاربة التي اقترحت الورقة التالية :
“الموسيقى التصويرية مكون أساس من مكونات البناء الفيلمي، وجزء لا يتجزأ من أي عملية إبداعية سينمائية، وتتجلى أهميتها في خلق أجواء خاصة، حسب خلفيات الأفلام ورهاناتها الفنية، حيث تضيف أبعادا مختلفة على المشاهد من خلال إشراك الأذن في عملية التلقي، وبالتالي تسهيل عمليات الاندماج بوصف الأحاسيس، وجعلها أكثر اندماجا وشعورا بالمواقف المراد تقديمها، سواء أكانت هذه المواقف سعيدة أو حزينة، أو تعبيرا عن حالات الحب أو الكراهية والمشاعر المتناقضة …

السينما العالمية، خاصة سينما الدول التي لها صناعة سينمائية، تعتبر الموسيقى التصويرية وسيلة هامة من وسائل التعبير السينمائي، وبالتالي نجد أنها تفرد لها مكانة هامة، تتجاور مع باقي المكونات الفيلمية، كما يكون الاهتمام بها وبمبدعيها كبيرا، حيث يتم التفكير فيها في نفس اللحظة التي يتم فيها الاتفاق على تحقيق الفيلم، لحد أن بعض السينمات تجاوزت عمليات وضع الموسيقى، وذهبت بعيدا في خلق أجناس سينمائية تكون الموسيقى هي البؤرة والمحور، نذكر هنا الأفلام الاستعراضية والأفلام الموسيقية، التي أصبحت مرادفة لوجود وتواجد بعض التجارب العالمية، نذكر منها: السينما الهندية البوليودية التي تعتمد كليا على الموسيقى والأغاني والوصلات الراقصة. والسينما المصرية الاستعراضية لسنوات الأربعينات والخمسينات والستينات ونجومها الكبار من المغنين والملحنين الخالدين.

السينما المغربية، ورغم حضور الموسيقى عامة في الأفلام التي يصنعها المبدعون المغاربة، إلا أن هذا الحضور يبقى ضامرا تحتل مراتب دنيا، ولا يتم التفكير فيها (غالبا) إلا باعتبارها مجرد تأثيث لأجواء الأشرطة، أي أنها لا تلعب الدور الفني المسنود لها، ولا تساهم في تجذير المعاني بشكل خلاق، لهذا تجد بعض المخرجين لا يفكرون في الموسيقى إلا بعد الانتهاء من عملية التوضيب، بل منهم من يوفر العناء ويلجأ إلى موسيقى جاهزة لتحميلها ووضعها كيف ما اتفق، لحد اننا نجد أفلاما تقرصن انتاجات موسيقية دون الإشارة إلى أسماء صحابها، أو السعي لضمان حقوقهم الأدبية والمادية..

وضع عام لا يعني أن الفن السابع المغربي لم يعرف تجارب فيلمية احتفت بالموسيقى عامة والموسيقى التصويرية خاصة، بل وجدنا منذ البدايات الأولى لظهور السينما ببلدنا أفلاما أفردت أمكنة خاصة للحن والأغنية، نذكر هنا أفلام من مثل: “الحياة كفاح” و”صمت اتجاه ممنوع” و”دموع الندم”، هذا قبل ظهور التجربة السينمائية الأكثر انتصارا للموسيقى بكل أبعادها الفنية، يعني تجربة المخرج كمال كمال وفيلميه “السمفونية المغربية” و”الصوت الخفي”…

ورغم ما تحقق في ساحتنا الفنية السينمائية المغربية، خلال السنوات الأخيرة، من ظهور ملفت لمؤلفي الموسيقى التصويرية، وتميز بعضهم بأعمال جادة، ومحاولاتهم تجذير ومنح المكانة التي تستحقها، إلا أن ذلك يظل، في نظرنا، غير ذي بال، مادام الكثير من سينمائيينا لم يكتسبوا الوعي الكافي بضرورة منح الموسيقى المكانة المعتبرة في كل عملية تروم صناعة فيلم من الأفلام، وتحاول أن تؤسس لنفسها سبيلا حقيقيا في أفق بناء صناعة سينمائية مغربية.

لهذا، ومن أجل كل هذا، قرر “اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة”، في إطار فعاليات المهرجان الوطني للسينما، تنظيم ندوة: “الموسيقى التصويرية، أي موقع ابداعي في الفيلم المغربي؟”. من أجل خلق نقاش جاد وهادف بين كل مكونات الجسم السينمائي المغربي، حول مكون أساس من مكونات الإبداع في العملية السينمائية، والتحسيس بأهمية الفن الموسيقي عامة والموسيقى التصويرية خاصة في خلق التناغم والتفرد داخل البناء الفيلمي. وقبل ذلك، وخلال ذلك، التحسيس بغنى تراثنا الموسيقي المغربي المتفرد بالعطاءات، تراث يتوجب الانتباه إليه، والعمل على توظيفه بما يخدم ثقافتنا وسينمانا.

وقد اخترنا الأسئلة التالية لتأطير الندوة، وتوجيه المداخلات، وهي:
الموسيقى التصويرية: الأهمية الفنية والدور الإبداعي في بناء الفيلم، ومدى المساهمة في توصيل المعنى للمتلقي.
السينما المغربية وسؤال الإبداع الموسيقي، بمعنى، هل هناك تاريخ للفيلم الموسيقي / الغنائي بالمغرب، وما هي رموزه المعروفة.
أية مكانة للمؤلف الموسيقى في الساحة السينمائية المغربية؟ وهل يحتل اليوم، مع تراكم وتطور الإنتاجات، المكانة التي تليق بمكانته الإبداعية.
كيف يمكن خلق سينما تحتفي بالتراث الموسيقي المغربي، وتسلط الضوء على مجمل الموروثات الغنائية والأهازيج الشعبية.
كيف يمكن الاستفادة من التجارب السينمائية العالمية في صنع أفلام مغربية موسيقية استعراضية قادرة على أن تكون جنسا ابداعيا مستقلا؟
المتدخلون
كمال كمال، مخرج سينمائي ،
فؤاد سويبة، سيناريست و مخرج ،
يونس ميكري، ممثل ومؤلف موسيقي ،
جويل بليغريني، مؤلف موسيقي ،
يسير الندوة: الموسيقي عبد السلام الخلوفي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق