بقلم: ح. كمال
احتضنت مدينة خريبكة، مساء السبت، فعالية وطنية وازنة تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وتثميناً للقرار الأممي رقم 2797، الذي أعاد التأكيد على جدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية.

الاحتفال، المنظم من طرف منظمة النساء الحركيات بجهة بني ملال خنيفرة بشراكة مع منظمة الطلبة الحركيين، عرف حضوراً مكثفاً تجاوز 500 مشارك، من فعاليات مدنية وأكاديمية وشبابية، جاؤوا لتجديد ارتباطهم بالقيم الوطنية واستحضار اللحظة التاريخية للمسيرة الخضراء التي شكلت منعطفاً حاسماً في بناء الدولة المغربية الحديثة.

في كلمتها، أكدت رئيسة المنظمة الجهوية، حنان غزيل، أن تخليد هذه المناسبة يأتي “في سياق وطني ودولي يتصدر فيه المغرب واجهة الفعل الدبلوماسي الإقليمي بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس، التي جعلت من قضية الصحراء محوراً استراتيجياً للدولة ومشروعاً تنموياً متكامل الأبعاد”. وأضافت أن القرار الأممي الأخير “يعد انتصاراً دبلوماسياً للمملكة ويعزز ثقة المجتمع الدولي في المبادرة المغربية كخيار حضاري وديمقراطي”.

ومن جانبه، شدد ممثل منظمة الطلبة الحركيين على الدور المحوري للشباب في الدفاع عن القضايا الوطنية، مبرزاً أن “الجامعات وفضاءات النقاش العمومي تشهد دينامية جديدة يقودها شباب واعٍ، متشبع بثوابت الأمة، ومؤمن بأن الوحدة الترابية ليست مجرد قضية جغرافيا، بل قضية هوية وكرامة واستقرار”.

الاحتفال تخللته فقرات فنية أحيتها مجموعات وطنية من بينها ناس الغيوان وعبيدات الرما، في تجسيد حي لرمزية الفن المغربي في تعزيز الذاكرة الجماعية وتكريس قيم الوطنية والولاء للثوابت. كما تم تقديم عروض تاريخية وشهادات حول دلالات المسيرة الخضراء وملامح المشروع التنموي الذي يواصل المغرب تنفيذه في أقاليمه الجنوبية.

ويرى عدد من المراقبين أن هذا النوع من المبادرات يعكس ارتفاع منسوب الوعي الوطني داخل المجتمع المدني، ويؤكد قدرته على المساهمة في الدبلوماسية الموازية وتعزيز الإجماع الوطني حول القضية الأولى للمغاربة.

واختُتمت الفعالية برفع نداء موحد يؤكد أن “المسيرة مستمرة”، وأن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ماضٍ في ترسيخ موقعه كفاعل إقليمي ودولي مؤثر، وفي تعزيز مسار التنمية والوحدة الوطنية بثقة وثبات.




