إدريس سحنون
جيل Z في المغرب ليس مجرد جيل رقمي، بل ثورة تتحرك بين الشوارع والشاشات، صاخبة وحية، تحمل في طياتها غضبا عميقا وشعورا لا يهدأ بعدم العدالة. ما بدأ في أكادير بمأساة وفاة في مستشفى تحول بسرعة إلى شرارة ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي، لتشعل حراكا شبابيا يطالب بالحق في التعليم، الصحة، التشغيل، والكرامة الاجتماعية. تيك توك، إنستغرام وDiscord لم تعد مجرد منصات للتسلية، بل ساحات حرب رقمية يقاتل فيها الشباب ضد الإهمال، مستخدمين الصور والفيديوهات والهاشتاغات كسلاح فعال يوازي حضورهم الميداني.
وحاول بعض السياسيين الركوب على أمواج الاحتجاجات، وعلى رأسهم بنكيران الذي سعى لتقديم نفسه كحامي للشباب والمتضررين من الأوضاع الاجتماعية.
غير أن المحتجين تذكروا تاريخ الرجل وقراراته الجائرة واللامسؤولة حين كان رئيسا للحكومة، حيث رفع الدعم عن المحروقات، مما أدى إلى التهاب الأسعار بشكل كبير، وزاد من معاناة الموظفين والمتقاعدين عبر ما أسماه بإصلاح صندوق التقاعد وحمل الفئات الهشة أعباء إضافية من خلال إجراءات صندوق المقاصة، التي شملت تخفيض الدعم على المواد الأساسية ورفع أسعار بعض الخدمات الضرورية، ما أثقل كاهل الأسر محدودة الدخل. واستفاد هو في نفس الوقت من التمتع بتقاعده المريح، ( سبعة ملايين سنتيم) ،
وتركت هذه القرارات أثرا مباشرا على حياتهم اليومية، لذلك فهم يرون أن خطابه الحالي ليس إلا محاولة للركوب على غضبهم، لا أكثر.
هذا الحراك ليس مجرد احتجاج، بل إعلان قوة لشباب يرفض الركون خلف الشعارات القديمة، لذلك على ممتهني السياسة الذين حاولوا الركوب على موجة غضبهم أن يبتعدوا، بعد فشلهم في ترجمة وعودهم الزائفة وشعاراتهم الكاذبة على أرض الواقع، ويفسحوا المجال لمن يستحق أن يكون صوتا مؤثرا.