بقلم: غزة مجيد
منذ إعلان إغلاق المجزرة الجماعية بخريبكة بقرار صارم من ONSSA، انفجر مشهد جماعي غير مسبوق أمام سوق السمك؛ المواطنين يصطفون يومياً بحثاً عن بروتين بعدما عجزوا عن اقتناء اللحم، فتحوّل السردين وغيره إلى وجبة شبه إجبارية رغم ارتفاع أسعارها..
إذا كان السردين لا يزال في متناول البعض بين 18 و20 درهماً، فإن أسعار باقي الأنواع ارتفعت إلى مستويات صارت معها الميرلا والصول حكراً على الميسورين، بينما القرب هاجر حتى من الأسواق المجاورة. طوفان الطلب رفع الأسعار، لكن الفوضى في السوق جعلت صحة المواطن آخر ما يُناقش في كواليس الجماعة، فغابت المراقبة واختفت شروط بيع السمك:
– لا تبريد ولا تأهيل للمرافق
– صناديق الأسماك النتنة تهُرَّب ليلا أمام أعين المسؤولين لبيعها في الظلام
– والمشهد ينتظر تدخل ONSSA في أي لحظة لإغلاق السوق كما أُغلقت المجزرة من قبل.
بين عجلة الإصلاح وتراخي المسؤولية، يجبر المواطن اليوم على قطع الكيلومترات نحو أسواق أولاد عبدون وخميس سيدي حجاج لشراء نصف كيلو لحم، أما من عجز فيرحل إلى زحمة سوق السمك ويواجه غلاءً يختبر صبره وكرامة أسرته.
– أليس من العار أن تتحول مدينة غنية إلى بقعة أزمة غذائية موسمية؟
– متى يفهم المجلس الجماعي أن فوضى السوق وصناديق السمك الفاسد مؤشرات لفضيحة جديدة؟
– وهل الرقابة والعناية الغذائية تظل مجرد شعارات تُرفع في عز الأزمة ثم تختفي عند حلول الليل؟
اليوم، المواطن الخريبكي واقع بين أسعار السمك المرتفعة، طوابير عشوائية، مجزرة مغلقة وسوق ينتظر الإغلاق… وحين تتحرك السلطة يكون كل شيء قد فسد! تلك مأساة إدارة جماعية تستهلك زمن الإصلاح في الرد على الفضائح وتترك الأزمة تكبر… فهل من منتبه قبل أن يكتب التاريخ إغلاقاًجديدً


