بقلم: غزة مجيد
من يمر، هذه الأيام، بمحاذاة السوق الأسبوعي الجديد بخريبكة، لن يجد سوى هيكل إسمنتي صامت يشهد على تعثر مشروع كان يفترض أن يكون النقلة النوعية في قطاع الذبح وتنظيم اللحوم الحمراء. الصورة الميدانية أبلغ من ألف تصريح، فهي توثق غياب الحياة عن مشروع المجزرة الجديدة، وغياب اللافتة التقنية التي كان من المفروض أن تكشف للساكنة تفاصيل الأشغال والكلفة والهوية القانونية. المشروع بقي معلقاً، أما اللافتة فقد تم بترها أو طمسها في مشهد يستبطن التستر الإداري واللامبالاة بصوت المواطن والمال العام.
سنوات تمضي والزمن يضيع، بينما الساكنة تنتظر مرفقًا يحمي صحتها ويؤطر مهنييها، فلا إصلاح تحقق ولا المقاولة التزمت، ولا حتى مسؤول بادر إلى تفسير أسباب هذا الفشل المدوي في التدبير والتواصل. هدر الزمن التنموي لم يعد مجرد شعار يُتداول في المجالس، بل صار واقعاً معيشاً، ومسلسل التعثر يخصم من رصيد ثقة السكان في كل وعود التنمية المحلية.
ومع كل ذلك، تبقى آمال الساكنة اليوم معلقة على تدخل عامل الإقليم، السيد مولاي هشام المدغيري، لما أبان عنه من حرص على القطع مع التسيب وفتح الملفات العالقة وإعادة جسور الثقة بين الإدارة والمواطنين. المدينة، بسكانها وجزارينها، تنتظر تدخلاً حازماً يفتح تحقيقاً شفافاً في مصير هذا المشروع: من المسؤول عن إخفاء اللافتة التقنية وتوقيف الأشغال؟ أين صرف مال الدولة؟ ومتى تعود المشاريع الكبرى لخدمة المواطن لا لخدمة العبث بموارد الجماعة؟
إن مجزرة خريبكة الجديدة ليست مرفقًا تقنيًا فقط، بل اختبار لإرادة الإصلاح، والمطلوب اليوم قرارات شجاعة تعيد الزمن التنموي إلى سكته، وتحقق مطلب الساكنة في ربط المسؤولية بالمحاسبة وكشف كل خيوط هذا الملف المتعثر.