
إدريس سحنون
برحيل الحاج الماحي، تنطفئ في خريبكة شمعة من شموع الرياضة الوطنية، ويغادرنا واحد من كبار رموز كرة اليد الفوسفاطية والمغربية.
لم يكن مجرد لاعب متألق في سبعينيات القرن الماضي، بل كان روحا ملهمة صنعت الفرجة في الملاعب، وزرعت الاعتزاز في نفوس جماهير أولمبيك خريبكة.
كان اسمه يردد في المدرجات مع كل هدف مباغت، وارتبطت مسيرته بعبارة صارت جزءا من الذاكرة الجماعية: “هز إيديك الحاج”. جملة تختصر دهاءه الرياضي وقدرته على إبهار الخصوم وإدهاش الجماهير. فمع رفاقه من أمثال السراجي، الرفالي، الماحي صالح، المعطي السبع وفضيل، صنع ملحمة رياضية وضعت خريبكة في قلب خارطة كرة اليد المغربية.
لكن الحاج الماحي لم يكن نجما فوق أرضية الملعب فقط، بل كان إنسانا قريبا من الجميع، متواضعا ، حاضرا في قلوب من عرفوه أو شاركوه لحظات الرياضة والحياة. ترك أثرا يتجاوز البطولات والكؤوس، أثرا إنسانيا سيبقى شاهدا على جيل حمل الرياضة شرفا ورسالة.
اليوم، وقد شيع إلى مثواه الأخير، ينحني عشاق كرة اليد، وزملاؤه، وأبناء مدينته أمام سيرته ومساره، مستحضرين ما منحه للرياضة من مجد. وسيبقى الحاج الماحي حاضرا بما قدم، وبما خلفه من ذكرى لا تمحى.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.



