سلا.. كلية الحقوق تجعل من التراث رافعة للمستقبل

13 سبتمبر 2025
سلا.. كلية الحقوق تجعل من التراث رافعة للمستقبل

بقلم: غزة مجيد

في صباح السبت 13 شتنبر 2025، لم تكن كلية الحقوق بسلا مجرد فضاء أكاديمي يفتتح سنته الجامعية الجديدة، بل تحولت إلى ساحة فكرية تحتضن الملتقى الوطني الأول للتراث اللامادي والتنمية المحلية، تحت شعار عميق الدلالة: “مدينة سلا نموذجا”. هنا لم يكن التراث مجرد حنين إلى الماضي، بل مادة حية للنقاش العلمي، ومفتاحا للتنمية المستدامة.

هذا الملتقى جاء منسجما مع الخطاب الملكي في عيد العرش لسنة 2025، حيث دعا جلالة الملك إلى إحداث نقلة نوعية في التأهيل الترابي وتدارك الفوارق المجالية. والكلية لم تتوقف عند حدود التوصيات، بل نزلت إلى الميدان، وأثبتت أنها شريك حقيقي في خدمة مشروع وطني جامع.

لم يكن النقاش أكاديميا جافا، فقد جعل من موسم الشموع ــ باعتباره تقليدا سلاويا عريقا ــ محور دراسة علمية؛ موسم يختزن في طقوسه قيم التضامن وروح الجماعة، لكنه في الآن نفسه يُقدَّم كرافعة للهوية ومورد للسياحة الثقافية. بهذا المعنى، بدا أن الجامعة تُعيد تعريف التراث: من فرجة فولكلورية إلى أداة اقتصادية-اجتماعية حقيقية.

الحضور كان في مستوى اللحظة: عميد الكلية، ممثل السلطة المحلية، نقيب الشرفاء الحسونيين، إلى جانب أكاديميين من جامعة محمد الخامس والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث. النقاشات أسفرت عن توصيات عملية تصب في تثمين التراث وتسويقه، بما يفتح آفاقا واعدة لمدينة سلا وباقي مدن المغرب، خاصة ونحن على مشارف احتضان تظاهرات دولية كبرى.

lفي ختام الملتقى، أكدت الكلية أن هذه المبادرة ستتحول إلى تقليد سنوي، وأنها ستفتح الباب أمام تجارب وطنية ودولية مقارنة، في أفق جعل مدينة سلا مركز إشعاع ثقافي وأكاديمي.

بلغة موجزة، كان لسان حال الملتقى يقول: التراث ليس مجرد أرشيف للماضي، بل هو رأس مال حيّ يبني المستقبل.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept