إدريس كرام.. نائب يشتغل في الصمت، وآخرون يبيعون الوهم بالصور

27 أغسطس 2025
إدريس كرام.. نائب يشتغل في الصمت، وآخرون يبيعون الوهم بالصور

بقلم:غزة مجيد

في خريبكة، هناك من يفضل أن يشتغل في الميدان بلا صور ولا أضواء، وهناك من لا يرى في العمل الجماعي سوى فرصة لالتقاط سيلفي وبيع الوهم للناس. بين هؤلاء وأولئك، يبرز اسم النائب الرابع لرئيس جماعة خريبكة، المكلف بقطاع الثقافة والرياضة، السيد إدريس كرام، الذي اختار منذ البداية طريق الصمت والعمل بعيدا عن الكاميرات.

كرام، الذي نجح باسم الاتحاد الاشتراكي، لم يدخل الجماعة بحثا عن نجومية فايسبوكية ولا عن بهرجة إعلامية، بل دخلها بمفهوم آخر: المسؤولية تعني الاشتغال، وإعطاء التعليمات، وضبط إيقاع الأنشطة، ثم التراجع إلى الخلف. لهذا، يقال عنه إنه الرجل الذي يصنع المشهد الثقافي في خريبكة ولا يظهر فيه.

وما يعزز صورته أكثر أنه ينتمي إلى عائلة ميسورة عريقة، ما يجعله في غنى عن إغراءات الكراسي وعن شهية الاغتناء من المال العام. فالرجل، ببساطة، لا يحتاج الجماعة ليُثبت مكانته الاجتماعية أو الاقتصادية، عكس بعض الوافدين الجدد على المجالس المنتخبة، الذين دخلوا السياسة مثقلين بالمديونية، وخرجوا منها بأرصدة بنكية، وسيارات فاخرة، ونمط عيش لا يفسره سوى استغلال مواقع المسؤولية.

الغريب أن بعض الأصوات، المحسوبة على نفسها، تتسابق اليوم لتسويق الوهم والركوب على المهرجانات والأنشطة الثقافية، كأنها من صنيعتها، بينما المسؤول الأول والأخير عن هذه الملفات هو النائب المكلف. هذه الممارسات لا تخدم لا الثقافة ولا المدينة، بل تعكس فقط عقلية الركوب على الموجة ومحاولة الاسترزاق الرمزي عرق غيرهم.

العدالة، إن صح التعبير، تقتضي أن يُقال الكلام في محله: الأنشطة الثقافية والرياضية في خريبكة تُدار بتوجيهات وتعليمات إدريس كرام، الذي آثر أن يبقى بعيدا عن الميكروفونات والكاميرات، تاركا الإنجاز يتحدث عنه. أما أولئك الذين يبحثون عن الأضواء، فليعلموا أن الناس باتت تميز جيدا بين من يشتغل في صمت ومن يبيع الصورة والكلام.

في النهاية، خريبكة لا تحتاج إلى نجوم فايسبوك، بقدر ما تحتاج إلى مسؤولين بجدية إدريس كرام، يعملون في الظل من أجل أن يبقى المشهد الثقافي واقفا، رغم كل محاولات الركوب والسطو الرمزي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept