بقلم: غزة مجيد
في زمن تزداد فيه السياسة جفافاً، أرسل محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، رسالة عزاء دافئة المعنى إلى شيخ الزاوية القادرية البودشيشية الدكتور سيدي منير القادري بودشيش، بعد رحيل والده الشيخ سيدي جمال الدين، أحد أبرز الوجوه التي حملت مشعل التصوف المغربي الأصيل.
أوزين، الذي خبر دهاليز السياسة وأدرك أيضاً عمق الذاكرة الروحية للمغرب، لم يكتب برقية بروتوكولية باردة، بل استحضر في كلماته مسار رجل كان مدرسة في الاعتدال ونشر المحبة، وركيزة من ركائز السلوك القويم داخل المغرب وخارجه.
في نصه، بدا الأمين العام للحركة الشعبية وكأنه يربط الحاضر بجذوره، مذكراً بأن المغرب، وسط التحولات السريعة، ما زال يحتاج إلى حكماء من طينة الشيخ الراحل، الذين يعلّمون أن طريق الإصلاح يمر عبر تربية القلوب قبل بناء المؤسسات.
الرسالة كانت أيضاً إشارة ذكية إلى أن السياسي، مهما كان موقعه، لا ينفصل عن روح مجتمعه، وأن احترام رموز التصوف ليس ترفاً ثقافياً، بل هو حفاظ على أحد أعمدة الاستقرار القيمي للمغرب.
وختم أوزين بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولأسرته بالصبر والسلوان، في لفتة تؤكد أن في قلب العمل السياسي متسعاً للوفاء، وللغة إنسانية تحفظ ما بين السياسة والروح من خيوط لا ينبغي أن تنقطع.