بقلم: غزة مجيد
في زوال يوم الأربعاء 6 غشت الجاري، وقع عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني، على دفعة جديدة من التعيينات شملت 24 مسؤولا أمنيا على الصعيد الوطني، في إطار دينامية مستمرة تعكس يقظة المؤسسة الأمنية في ضخ دماء جديدة داخل هياكلها القيادية.
من بين أبرز هذه التعيينات، يبرز اسم السيد عبد الهادي الدكالي، الذي تم تعيينه نائبا لوالي أمن جهة بني ملال خنيفرة، وهو تعيين لم يكن مفاجئًا لمن تتبع مساره المهني، خصوصًا خلال الفترة التي قضاها على رأس المنطقة الأمنية بخريبكة، والتي عرفت خلالها المدينة هدوءًا أمنيًا نسبيًا، وارتفاعًا في منسوب ثقة المواطنين في المؤسسة الأمنية.
عبد الهادي الدكالي لم يكن مجرد مسؤول إداري يُوقع المذكرات، بل رجل ميدان، يتحرك بين الأزقة، يُصغي لهموم الناس، يقرأ تقارير رجاله كما يقرأ نبض الشارع، ويؤمن أن الأمن الحقيقي لا يُقاس بعدد الدوريات، بل بمستوى الطمأنينة في وجوه المواطنين.
في عهده، عرفت مدينة خريبكة تحسنًا في مؤشرات محاربة الجريمة، وانخفاضًا في مظاهر الانفلات، كما تم التعامل بحزم مع بعض الجيليات الخارجة عن النص، والتي ظلت تستغل صمت المؤسسات لتفرض سطوتها على الفضاء العام.
لم يكن حضوره عاديا في خريبكة… فقد أعاد الهيبة لزيّ الشرطة، وأعاد رسم العلاقة بين المواطن والمخفر على أساس الاحترام المتبادل، والحق في الحماية.
واليوم، وهو يُرقّى إلى منصب نائب والي أمن جهة بني ملال خنيفرة، فإن المؤسسة الأمنية لا تُجازي فقط مسارًا متميزًا، بل تُراهن عليه في مواقع أوسع، لتعميم تجربته وحنكته على نطاق جهوي، في لحظة أمنية حساسة، تتطلب من القادة أن يكونوا أقرب إلى المواطن من قربهم إلى مكاتبهم.
هي تركة يتركها الدكالي في خريبكة، وبصمة تبقى شاهدة على أن القيادة الأمنية ليست رُتبة على الكتفين، بل مسؤولية على الظهر.
