بقلم: غزة مجيد
هل تعرف ذلك النوع من المسؤولين الذين يشتغلون بصمت، دون ضجيج الميكروفونات ولا استعراضات الكاميرات؟ أولئك الذين يراكمون التجربة بتواضع، ويبنون الثقة خطوة بخطوة؟ أحد هؤلاء، هو السيد خالد الساهيلي، الذي جرى تعيينه، زوال الأربعاء 6 غشت، رئيسًا بالنيابة للمنطقة الإقليمية للأمن الوطني بمدينة خريبكة، بقرار من المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، ضمن لائحة شملت 24 إطارًا أمنيًا جديدًا.
التعيين لم يأت من فراغ. فالرجل، وإن كان قليل الظهور، كثير الفعل. يشتغل بنَفَسٍ أمنيٍّ هادئ، بعقل بارد، وعين لا تنام. من يعرفه عن قرب، يدرك أنه ليس من أولئك الذين يسابقون الضوء، بل يفضّل أن يعمل في الظل، فيؤدي الواجب ثم يترك للناس أن يكتشفوا النتيجة.
خريبكة، المدينة التي تعاني من تحديات أمنية مركبة، تحتاج إلى مسؤولين من طينة الساهيلي، الذين يفهمون تعقيدات المجال، ويملكون الجرأة على اتخاذ القرار، والحكمة في تنزيله. وبين يديه الآن مفاتيح مرحلة جديدة، تتطلب اليقظة، وحسن الإنصات، واستراتيجية لا تكتفي بردّ الفعل، بل تُؤمن بالاستباق.
في السياق نفسه، جرى تعيين عبد الهادي الدكالي نائبًا لوالي أمن بني ملال، ضمن الدينامية المتواصلة التي أطلقها حموشي، والتي لا تكتفي فقط بإعادة توزيع المسؤوليات، بل تراهن على ضخّ نفس جديد، وتوسيع دائرة الكفاءة، وتمكين الأطر المتمرسة من قيادة التغيير من الميدان، لا من المكاتب المغلقة.
ما يحصل اليوم ليس مجرد تعيينات إدارية، بل هو ترسيم لمسار رجال صنعوا ثقتهم عبر الزمن. ومنهم خالد الساهيلي، رجل لا يحمل في قاموسه معنى الفشل، لأنه ببساطة لا يراهن على الأضواء، بل على النتيجة.
والأكيد أن الأيام القادمة، ستكون كفيلة بكشف الأثر الذي سيتركه هذا التعيين على أمن خريبكة وسكينة أهلها.