لوصيكا في نفق الانتظار: لا ترشيحات، لا رئيس، وزمن المؤقت يلوح في الأفق.

4 ساعات ago
لوصيكا في نفق الانتظار: لا ترشيحات، لا رئيس، وزمن المؤقت يلوح في الأفق.

إدريس سحنون 

تعيش أسرة أولمبيك خريبكة لحظة مفصلية، بعد إعلان إدارة النادي عن موعد الجمع العام العادي الانتخابي، المقرر يوم الثلاثاء 5 غشت 2025 على الساعة الرابعة زوالا، بقاعة الاجتماعات بالمركب الثقافي بخريبكة.

 ويأتي هذا الموعد تنفيذا للمقتضيات القانونية المنظمة للرياضة، خاصة القانون 30.09، بالإضافة إلى النظام الأساسي للجمعية، الذي يفرض تقديم المكتب الحالي لاستقالته وعرض لوائح الترشيحات لانتخاب مكتب مسير .

غير أن ما لم يكن في الحسبان هو إغلاق باب الترشيحات دون أن يتقدم أي مرشح، لا من داخل المكتب المسير ولا من بين المنخرطين. وضع غير مسبوق في تاريخ النادي، يضع الفريق أمام فراغ قانوني قد يفتح الباب لتعيين لجنة مؤقتة تسير مرحلة انتقالية في ظل غياب رئيس ومكتب منتخب.

هذا الغياب التام للترشيحات يثير جملة من التساؤلات، فهل نحن أمام حالة عزوف نابعة من فقدان الثقة في مستقبل الفريق؟ أم أن الأمر يرتبط بعوامل موضوعية كغياب التحفيز وصعوبة تحمل المسؤولية في ظل أزمة مالية خانقة؟ أم أن هناك ترتيبات غير معلنة لفرض واقع معين، عبر إفراغ المشهد من الفاعلين وتهيئة الأرضية لتسليم الأمور إلى لجنة معينة مسبقا؟

في حال كان الهدف المعلن هو فتح الباب أمام دماء جديدة لإعادة هيكلة الفريق، فإن غياب التواصل مع الفعاليات المحلية والجماهيرية يفرغ هذا التوجه من معناه، ويجعل منه قرارا فوقيا مشوبا بالغموض. أما إذا كانت خلف الكواليس ترتيبات تمهد لتجاوز القوانين وفرض أمر واقع، فإن ذلك يشكل تهديدا حقيقيا لوحدة النادي واستقراره.

القانون واضح في هذه النقطة: إذا تعذر انتخاب رئيس في الآجال القانونية، تتدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتعيين لجنة مؤقتة من داخل أو خارج النادي، بتنسيق مع السلطات الرياضية، تكلف بتدبير المرحلة الانتقالية في أفق الدعوة إلى جمع عام جديد. إلا أن هذا الحل، وإن بدا قانونيا، إلا أنه لا يخلو من مخاطر، وقد يدخل النادي في نفق من الارتباك والغموض لا يخدم مصلحة الفريق في شيء.

كل هذا يحدث في ظرف رياضي مأزوم، حيث لا تزال جماهير خريبكة تحت وقع صدمة النزول إلى قسم الهواة، بعد سنوات من التسيير المرتبك والمشاكل المتراكمة. كما أن الأزمة المالية التي يعيشها الفريق زادت من تعقيد الوضع، خاصة بعد تقلص دعم المجمع الشريف للفوسفاط، الذي لطالما كان الداعم الأساسي للنادي، ما انعكس سلبا على الإمكانيات التقنية والتعاقدات.

في ظل هذا السياق المتأزم، يبقى السؤال الجوهري: من يملك الجرأة والإرادة لقيادة سفينة أولمبيك خريبكة في هذه المرحلة الصعبة؟ وما الدور المنتظر من الجامعة والسلطات الجهوية والمحلية لتوفير شروط الانبعاث؟

إن مصير النادي اليوم معلق بإرادة جماعية تتجاوز منطق الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، من أجل إعادة بناء فريق عريق يستحق أن يعود إلى مكانته الطبيعية ضمن كبار الكرة الوطنية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept