زنقة36_غزة مجيد
في الوقت الذي تزدحم فيه المنصات بخطابات رسمية مترفة بالشعارات، تختار مبادرة Act4Community خريبكة أن تنسحب إلى الظل، لتشتغل بصمت وبلا ضجيج حول الذات.
هنا، لا حاجة للكاميرات ولا للبروتوكولات الفارغة. منذ 2014، والمبادرة تنسج بخيوط رفيعة مشروعًا متكاملًا للتخييم، جعل آلاف الأطفال يعرفون لأول مرة طعم الإجازة التي لا تشبه أيامهم العادية.
Act4Community لا تقدّم مجرد نشاط ترفيهي موسمي. إنها تكتب في العمق فصلًا من فصول الإنصات للطفولة المنسية في القرى والحواضر. تفتح بابًا صغيرًا على مستقبل مختلف، وتقول بوضوح: حين تؤمن بأن الأطفال يستحقون فرصة، ستجد الوسيلة مهما كانت الصعوبات.
في صيف 2025، يواصل هذا المشروع، الذي يشبه فعل الإحسان الصامت، دوره الحيوي: تمكين 2000 طفل من السفر، التعلم، بناء الصداقات، وتذوق معنى الجماعة.
وبينما يتحدث الكثيرون عن «المواطنة» في البيانات، تزرعها Act4Community بخطوات عملية:
شراكات مع الجمعيات المحلية بلا منٍّ ولا استعراض.
تعبئة العائلات والسلطات في تنسيق يومي دقيق.
زي موحد يذكّر هؤلاء الصغار بأنهم جزء من فكرة أكبر منهم.
ربما لا تصدّر المبادرة صورًا براقة للإعلام، ولا تنظم حفلات ترويجية، لكنها تفهم قاعدة بسيطة: العمل الذي ينجح في تغيير حياة الناس لا يحتاج إلى مكبر صوت.
في بلد يكثر فيه الكلام ويقل الفعل، يظل ما تفعله Act4Community خريبكة درسًا في الصبر والبناء الهادئ: كيف تزرع الأمل دون أن تتباهى بحصادك.
هكذا فقط تنشأ الأجيال التي تعرف أن العطاء لا يصرخ ولا يرفع اللافتات… بل يشتغل في صمت، تمامًا مثل جذور الأشجار العميقة.
