خريبكة… المدينة التي تستحيي من ضيوفها وتشكر من أعاد إليها شيئًا من الحياة

16 يونيو 2025
خريبكة… المدينة التي تستحيي من ضيوفها وتشكر من أعاد إليها شيئًا من الحياة

زنقة36_غزة مجيد

أهلاً وسهلاً بكم، أيها الضيوف الكرام، من جهة بني ملال وغير بني ملال.

اعذرونا، لا لأن المدينة ضاقت بكم، بل لأنها ضاقت من نفسها، من صمت مسؤوليها، ومن طول انتظارها لبارقة أمل.
اعذرونا إن صدمتكم الأرصفة المتكسرة، والإنارة الغائبة، والماء الذي يزورنا وفق مزاج القمر؛ فخريبكة، المدينة التي وُعدت ذات حملة انتخابية بأن تُصبح نموذجًا في التنمية، أصبحت نموذجًا في التزيين المؤقت، وفي سياسة الطلاء قبل كل زيارة.
لا تتفاجؤوا من الحفر، فليست أشغالًا متوقفة، بل نصب تذكاري للعشوائية.
أما الإنارة، فهي تُطفأ باحترامٍ بالغ للبيئة… ولامبالاة الميزانية.

المدينة التي أغرقها الفوسفاط دون أن يُنقذها، والتي سافرت عنها الزهور تاركة النفايات ملكةً على عرشها البيئي، لا تحتاج إلى عدسة مصور، بل إلى ضمير مسؤول يرى ما لا تلتقطه الكاميرات.

لكن، وسط هذا الخراب الذي أصبح مألوفًا، ظهرت التفاتة لا تُشبه سواها، أضاءت المدينة قبل أن تُضيء شوارعها.
سطع فيها اسمٌ واحد: السيد عادل بركات، رئيس جهة بني ملال – خنيفرة.

شكرًا السيد عادل بركات، لأنكم لم تزرعوا الوعود، بل زرعتم الأثر.
تحركتم حين صمت المنتخبون، واعتبرتم خريبكة قضية ترابية لا محطة بروتوكولية.
سهرتم، راقبتم، تابعتم، فانعكس حضوركم في الشوارع، في الأرصفة، في العيون.

بفضلكم، استعادت بعض الأزقة نورها، رممت الأرصفة المنسية، وتنفّست المدينة بعد طول اختناق.لم يكن تدخلكم مجرد تزيينٍ قبيل معرض، بل إحياءٌ تدريجي لمدينة خذلها مسؤولوها.
خلقتم دورة اقتصادية حقيقية، لا صورًا فايسبوكية:
– بتشغيل شباب الإقليم في الأمن الخاص،
– بتكليف ممونين محليين لتنظيم الفعاليات،
– بدعم التعاونيات والمبادرات النسائية،
– بتنشيط الساحات بالفن والفرجة لتكسير رتابة اليومي……..
لقد كنتم رجل اللحظة… لأنكم لم تنتظروا الضوء الأخضر من أحد.
رأيْناكم حيث يجب أن يكون المسؤول: في الميدان، لا في الصور.
أما الذين يُفترض أنهم يمثلون المدينة، ممن يظهرون فقط عند قص الشريط، ويختفون حين تئن المدينة، فنقول لهم:
أين أنتم حين احتاجتكم خريبكة؟
أهكذا تُردّ الأمانة؟
هل دوركم التباهي بالنتائج التي صنعها غيركم؟
أم الانتظار خلف الستار لحظة التصفيق؟
خريبكة، يا سادة، لا ينقصها الفوسفاط، ولا البشر، ولا الذكاء.
ينقصها فقط أن يُحبها من يُديرها… أن يخجل من حالها قبل أن يُفكّر في حملتها.
اعذرونا إن فاجأتكم خريبكة بحقيقتها… فنحن أنفسنا نعيش المفاجأة منذ سنوات.
لكن اليوم، وللمرة الأولى منذ زمن،
لدينا من نشكره…
ولدينا من ننتظر منه أن يخجل.
شكرًا ثم شكرًا ثم شكرًا… السيد عادل بركات.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept