بقلم عبد الكريم ناصري
طالب باحث في العلوم السياسية
يعتبر السيد محمد أوزين من الوجوه السياسية البارزة في المشهد المغربي المعاصر، حيث استطاع أن يرسّخ اسمه كنائب برلماني يتميز بالكفاءة، والجدية، وحسّ المسؤولية. منذ دخوله إلى قبة البرلمان، أبان السيد أوزين عن مستوى عال من الحضور السياسي والفعالية في أداء مهامه الرقابية والتشريعية، مما جعله يحظى بتقدير واسع داخل الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء.
من خلال مداخلاته القوية والمتزنة، استطاع أوزين أن يجسد مفهوم المعارضة البناءة، والمبنية على أرقام ومعطيات لمؤسسات دستورية التي لا تكتفي بانتقاد السياسات الحكومية، بل تسعى إلى تقديم البدائل والحلول الواقعية التي تنبع من فهم عميق لنبض الشارع المغربي وانتظارات المواطنين. فهو لا يتوانى عن طرح القضايا الاجتماعية والاقتصادية الحيوية بجرأة ووضوح، دون السقوط في الشعبوية أو الخطابات الانفعالية، مما يعكس نضجًا سياسيًا وخبرة ميدانية واسعة.
وبصفته أمينا عاما لحزب الحركة الشعبية، قاد محمد أوزين دينامية جديدة داخل الحزب، أطلق لها شعار ” البديل الحركي” أعادت إليه إشعاعه السياسي وهيبته التنظيمية. فقد اشتغل على تقوية الهياكل الداخلية، وخلق الروابط المهنية وتعزيز الحضور الميداني للحزب في مختلف جهات المملكة، مع الحرص على الانفتاح على الشباب والمرأة والكفاءات الوطنية، في انسجام مع متطلبات المرحلة السياسية الجديدة التي تعرفها بلادنا.
وقد انعكست هذه الدينامية في المواقف الواضحة التي اتخذها الحزب تحت قيادته، سواء على مستوى القضايا الوطنية الكبرى أو في ما يتعلق بالشأن البرلماني، حيث يتجلى حرصه الدائم على أن يكون الحزب فاعلا سياسيا مؤثرا وليس مجرد متفرج أو تابع.
باختصار، يمثل السيد محمد أوزين نموذجا سياسيا جديرا بالاحترام، يجمع بين الفعالية البرلمانية، والقيادة الحزبية الرشيدة، والرؤية الواضحة لممارسة معارضة مسؤولة، تستند إلى المصلحة الوطنية العليا، وترتكز على الاقتراح والتصحيح أكثر مما تنشغل بالانتقاد العقيم.