زنقة36_غزة مجيد
لم يعد الأمر مقتصرًا على الأرصفة فقط. ففي مدينة خريبكة، التي تشهد توسعًا عشوائيًا على حساب الفضاء العمومي، طال الزحف الآن قلب الشوارع. فبعد صمت طويل من الجهات المعنية، استغل بعض أصحاب المحلات والأنشطة التجارية هذا الغياب الصارخ للرقابة، ليُحوّلوا الأرصفة إلى ممتلكات خاصة، ثم ما لبثوا أن مدّوا يدهم إلى الشوارع نفسها دون حسيب ولا رقيب.
إنها ليست فقط فوضى، بل إنها سياسة أمر واقع، يفرضها من انتهز الفرصة، ووجد في صمت السلطات غطاءً لتماديه.
طاولات مقاهٍ تتوسط الطرقات، سلع متناثرة على الإسفلت، سيارات مركونة في كل اتجاه، ومارة يُدفعون دفعًا نحو الخطر. في خريبكة اليوم، المواطن لا يمشي، بل يناور.
هل من المقبول أن تُسلب المدينة من سكانها قطعةً قطعة؟
وهل تُترك شوارعها رهينة لسطوة الجشع، وسط صمت يكاد يكون تواطؤًا؟
خريبكة اليوم في حاجة إلى صحوة. إلى قرار شجاع يُعيد النظام إلى الشارع، ويحرر الفضاء العمومي من قبضة الفوضى. فالسكوت لم يعد مجرد حياد، بل أصبح جزءًا من المشكلة.