زنقة36
في لحظة عفوية تحمل الكثير من الدلالات الإنسانية والرمزية، بادر أحد أعضاء مجموعة “اعبيدات الرما” إلى التعبير عن مشاعر التقدير لرئيس جهة بني ملال خنيفرة، السيد عادل البركات، بطريقة مستمدة من عمق التقاليد المغربية التي تقدس الاحترام والتبجيل للكبار.
لكن ما ميز هذه اللحظة لم يكن فقط صدق المبادرة، بل كان سرعة بديهة السيد عادل البركات، الذي تعامل مع المشهد بحكمة قيادية عالية وبسلوك إنساني راقٍ، إذ استوعب المعنى الصادق للمبادرة، ورد عليها بتلقائية ذكية جمعت بين تقدير المشاعر وصون الكرامة، دون أن يترك أي مجال لتأويل أو استغلال مغرض من طرف المتربصين أو المنتقدين.
لقد أبان السيد عادل البركات، بهذه الاستجابة السريعة والمتزنة، عن قدرة لافتة على قراءة اللحظة السياسية والإنسانية معًا، في توازن دقيق بين الاحتفاء بالعفوية الشعبية وبين الحفاظ على رمزية الموقع والمسؤولية التي يمثلها.
مشهد صغير في زمنه، لكنه كبير في معناه، جسد كيف يكون القائد الحقيقي؛ سريع البديهة، حاميًا للرمزية، حريصًا على ألا يعطي خصومه فرصة للنيل من صورة المؤسسات أو الانتقاص من القيم التي يؤمن بها المغاربة.
في النهاية، أكدت هذه اللحظة أن الذكاء السياسي والرقي الإنساني لا يظهران في الخطب والكلمات فقط، بل يتجليان بوضوح في سرعة التصرف ورقي التعامل، وأن الكبار يظلون كبارًا حين يجعلون من كل موقف عابر فرصة لتعزيز الاحترام والثقة والهيبة.