باشا خريبكة محمد أهناني: صوت الواقعية في ملف العربات المجرورة

7 فبراير 2025
باشا خريبكة محمد أهناني: صوت الواقعية في ملف العربات المجرورة

زنقة36_غزة مجيد

خلال الدورة العادية لمجلس جماعة خريبكة لشهر فبراير 2025، كان لكلمة باشا المدينة، محمد أهناني، تأثير بالغ على مجريات النقاش حول العربات المجرورة. فقد جاءت كلمته حاسمة، واضحة، وبعيدة عن الحسابات السياسية الضيقة، حيث سلط الضوء على جوهر الإشكال المطروح، داعيًا الجميع إلى معالجة الظاهرة بمنطق المسؤولية الجماعية بدل التمسك بمواقف ذاتية أو عاطفية.

في واحدة من أكثر اللحظات إثارة في الجلسة، طرح الباشا سؤالًا استنكاريًا جعل الحاضرين يعيدون النظر في مواقفهم:

هل أبناء خريبكة يستحقون الركوب على الكارو؟

لم يكن هذا السؤال مجرد استفزاز، بل كان إشارة قوية إلى ضرورة الارتقاء بالمشهد الحضري للمغرب ، الدي يستعد لاستقبال أحداث رياضية عالمية، مثل كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم للأندية 2029، وكأس العالم 2030. فكيف يمكن لمدينة تطمح إلى أن تكون ضمن واجهة المغرب الحديثة أن تبقى تحت رحمة وسائل نقل بدائية لا تليق بمستوى تطورها؟

أكد باشا خريبكة أن النقاش حول العربات المجرورة يجب أن يكون بعيدًا عن الشعارات السياسية والتجاذبات الانتخابية، مضيفًا:

نحن لا نحارب أصحاب العربات المجرورة، بل نحارب العربات نفسها، لأنها لم تعد تتناسب مع واقع المدينة.

وهذا يعني أن التوجه ليس استهداف الأشخاص الذين يعتمدون على هذا النشاط، بل إعادة هيكلة هذا القطاع بطريقة تحافظ على كرامتهم وتوفر لهم بدائل مناسبة.

في إشارة إلى أن غالبية العربات المجرورة تعود لأشخاص لا ينتمون إلى مدينة خريبكة، بل إلى جماعات قروية مجاورة مثل أولاد عبدون وبلنوار، شدد باشا المدينة على أن المدينة غير ملزمة بحل مشاكل جماعات أخرى.

وهذا يعكس قناعة بأن مسؤولية الجماعة تقتصر على تدبير مجالها الترابي وفقًا لأولوياتها، وليس استيعاب تحديات خارجية تزيد من تعقيد الوضع داخلها.

لم يقتصر موقف باشا خريبكة على تشخيص المشكلة، بل قدم رؤية واقعية للحل، داعيًا إلى تبني مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار البعد الاجتماعي والاقتصادي، بدل اللجوء إلى قرارات متسرعة قد تؤدي إلى تداعيات غير محسوبة.

وقد أشار إلى أن الحل لا يكمن فقط في منع العربات المجرورة، بل في توفير بدائل حقيقية، سواء من خلال دعم مالي للمتضررين، أو البحث عن فرص عمل بديلة لهم، بالتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والقطاع الخاص والجماعة.

من خلال مداخلته، قدم محمد أهناني موقفًا واضحًا وحازمًا:

✔️ المدينة يجب أن تتحرر من ظاهرة العربات المجرورة، لأن استمرارها يتعارض مع تطلعاتها التنموية.
✔️ المقاربة يجب أن تكون شاملة، لا زجرية، تراعي مصالح الفئات المتضررة وتقدم حلولًا عملية.
✔️ خريبكة ليست مسؤولة عن مشاكل جماعات أخرى، ولا يمكن أن تتحمل عبء تدبير ظواهر تتجاوز حدودها الترابية.

كلمة باشا خريبكة لم تكن مجرد مداخلة رسمية، بل كانت خريطة طريق لمستقبل المدينة، قائمة على الواقعية والتوازن بين الحاجة إلى التحديث وضمان العدالة الاجتماعية.

ويبقى التحدي المطروح اليوم: هل سيتمكن المجلس الجماعي من ترجمة هذه الرؤية إلى قرارات عملية؟ أم أن الضغوط السياسية والانتخابية ستُبقي الملف في دائرة التأجيل والمراوغة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق