الملك محمد السادس عطاء لا ينضب

منذ 4 ساعات
الملك محمد السادس عطاء لا ينضب

بقلم الدكتور عيدودي عبدالنبي

الملك محمد السادس، ملك المغرب، و أمير المؤمنين حامي حمى الوطن و الدين و المنصور بالله ، أحد أبرز القادة في العالم العربي والإسلامي و القارة الأفريقيا ، حيث يجسد في شخصيته السامية وحكمه الرشيد قيم العدل والحكمة والبدل و العطاء.
فمنذ توليه العرش في 23 يوليو 1999، عمل جاهدًا على تعزيز مكانة المغرب ،دوليا و قاريا ، كدولة حديثة ومتطورة، مع الحفاظ على تقاليدها الاسلامية العريقة وهويتها الثقافية المتعددة الروافد .
إن مناقبه العظيمة و الجليلة جديرة بالدراسة و التحليل ، وشيمه السامية و الكريمة موضوعًا يستحق التوقف عنده، لما تحمله من دلالات سامقة و عميقة على قيادة واعية ومسؤولة تسكن قلوب الشعب المغربي قاطبة ، و تهيم بها قلوب الأمة. العربية و الأمازيغية و الأفريقية و الإسلامية قاطبة .

1- العدل والإنصاف.

و لأن العدل أساس الملك ، فإنك تجد من أبرز صفات الملك محمد السادس نصره الله اهتمامه البالغ بتحقيق العدل والإنصاف بين أفراد شعبه العزيز الوفي للعرش العلوي المجيد . فقد أطلق في هذا السياق العديد من المبادرات الإصلاحية التي تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان وتحسين ظروف المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا.
ومن أبرز هذه الإصلاحات ، تنزيل الدولة الاجتماعية ، التغطية الصحية للجميع ، برنامج وطني لمواجهة ندرة الماء ، دعم قطاع السكن ، ، تعديل مدونة الأسرة، التي أعطت المرأة حقوقًا أكبر في المجتمع المغربي ، مما يعكس رؤيته التقدمية السامقة ، و محافظته على التوازن بين الأصالة المغربية و الحداثة المغربية المعاصرة .

2- العطاء الدي لا ينضب و إحسان منقطع النظير

إن جلالة الملك محمد السادس بحنكته الكبيرة في التعامل مع القضايا الإنسانية و الاجتماعية، جعلت منه رمزًا للعطاء الدائم والإحسان المنقطع النظير . وتجسد كل هذا في عدة مؤسسات و مجلات من أهمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي قامت بتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية التي تستهدف محاربة الفقر والأمية وتوفير الرعاية الصحية للمحتاجين. هذه المؤسسة تُعد نموذجًا للعمل الإنساني الذي يعكس قيم التضامن والتكافل التي يؤمن بها ملكنا الهمام أعز الله أمره .

3- القيادة المتبصرة الحكيمة لأمور الأمة

تميزت قيادة المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس بالحكمة المتبصرة في اتخاذ القرارات و تتبع مآلاتها و تنزيلها ، والرؤية الاستراتيجية الكبرى في رسم البرامج و تنزيلها ، حيث عمل جلالته على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي للأمة المغربية ، من خلال إطلاق مشاريع تنموية كبرى مثل “مشروع المغرب الأخضر” في القطاع الزراعي، و”مشروع نور” للطاقة الشمسية، و ميناء طنجة المتوسطي و القطار الفائق السرعة و الطريق السريع تزينت الداخلة و ميناء الداخلة الأطلسي و الذي يُعد أحد أكبر المشاريع في العالم في مجال المواني البحرية و التجارة العابرة للقارات .
هذه المشاريع تعكس الرؤية الثاقبة لقضايا السوق المستقبيلة ، و النظر السديد في تقييم حاجيات الأمة المغربية من لكن جلالته لتحقيق التنمية المستدامة.

4- الدفاع عن الوحدة الترابية و قضايا الأمة .

كان و لا يزال جلالة الملك محمد السادس مدافعًا شرسا و فدا عن الوحدة الترابية للمغرب، و عن قضايا أمتنا المغربية ، فقد أعطى جلالته أولوية قصوى لقضية الصحراء المغربية. من خلال سن سياسة دبلوماسية نشطة و قوية و فاعلة ، إذ نجح في جلالته في تعزيز الموقف المغربي دوليا و قاريا ، وكسب تأييد العديد من الدول الأفريقية و الاوربية و الأمريكية منها ( أمريكا – اسبانيا – فرنسا – إسرائيل ) لقضية الوحدة الترابية. كما أطلق جلالته مشروع الحكم الذاتي للصحراء، الذي يعد حلا نهائيا واقعي وعادلا للنزاع الإقليمي المفتعل .

5- تواضع الأنبياء والقرب من الشعب.

على الرغم من مكانته الرفيعة، فجلالة الملك محمد السادس يعرف بالحلم و العلم و التواضع وقربه من شعبه. فهو دائمًا ما يحرص على زيارة مختلف مناطق المغرب، خاصة المناطق النائية، صيفا وشتاء وحرا وقرا للاطلاع على أحوال مواطنينه الأوفياء ، وتلبية احتياجاتهم العامة و الخاصة دون قيد أو شرط أو تمييز . هذا التواضع والقرب من الناس جعله محبوبًا ومحترمًا من قبل جميع فئات المجتمع.

6- الاهتمام بالثقافة المغربية والتعليم الأصيل.

يولي جلالة الملك محمد السادس نصره الله اهتمامًا كبيرًا بالثقافة المغربية والتعليم الأصيل ، حيث يعتبرهما ركيزتين أساسيتين لبناء مجتمع متقدم . فقد أطلق العديد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم الأصيل بجامع القرويين الذي أصبح جامعة و معهد محمد السادس لتكوين المرشدين و المرشدات و معهد دار الحديث الحسنية .. بالإضافة إلى وتشجيع البحث العلمي. كما دعم جلالته المشاريع الثقافية التي تعكس غنى التراث المغربي المتنوع ، وتبرز تنوع روافده الأندلسية و الأفريقية و الحسانية و الأمازيغية و العبرية و الإسلامية .

7- ريادة جلالته سامقة في محيطها الدولي و الاقليمي.

على الصعيد الدولي، يوسم جلالة الملك محمد السادس ويعرف بأحد أبرز الملوك و القادة الذين يعملون على تعزيز التعاون بين الدول العربية والإفريقية و الأوربية .
فقد أعاد جلالته المغرب إلى حضنه الأفريقي بخطاب سامي و محرك للوجدان و المشاعر الأصيلة داخل الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا على أهمية التضامن الإفريقي و حبه لهذه القارة التي اعتبرتها جزاء من ذاته و هويته المغربية الأصيلة و المتشعبة بوجدان الشعب المغربي .
وجعل جلالته من المغرب تحت قيادته الرشيدة شريكًا استراتيجيًا للعديد من الدول في مجالات مختلفة منها الأمن والاقتصاد والثقافة.. كما جعل من الدين الإسلامي السمح قبلة ومطلب لعديد من الدول الأفريقية و الاوربية في مواجهة المد المتطرف و الفكر الظلامي .. مما أكد ريادة جلالته في محيطه الاقليمي والدولي .

الخاتمة

جلالة الملك محمد السادس المنصور بالله هو نموذج للقائد الذي يجمع بين الحكمة المتبصرة والعطاء الذي لا ينضب والرؤية المستقبلية السديدة ، و النظر الثاقب للأمور كلها و حلها .
و من خلال إصلاحاته العبقرية المتفردة و مبادراته البديعة الرفيعة ، استطاع بتواضعه أن يرفع الأمة المغربية إلى مصاف الأمم المتقدم ، و تمكن جلالته أن يضع المغرب على طريق التقدم والازدهار، مع الحفاظ على قيمه الإسلامية السمحة الأصيلة.
لقد سارت مناقب جلالته وشيمه مصدر إلهام للعديد من الملوك القادة و الرؤوساء و العظماء ، وتؤكد أخلاق جلالته على أن القيادة الحقيقية تكمن في خدمة مصالح الشعب والعمل من أجل تحسين أوضاعه و تجويد الخدمات و تحقيق الأمن و الاستقرار .
و يبقى شعارنا على الدوام
ما قاله المولى الامام .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق