زنقة36_غزة مجيد
في المشهد السياسي المظلم، تقفز إلى الواجهة فئة من السياسيين الفاشلين الذين لم يعرفوا يوماً طريق الشرف أو النزاهة. هؤلاء لم يكتفوا بتوظيف نفوذهم السابق لصناعة الفساد، بل تحولوا إلى مهندسي الجريمة بوجوه مكشوفة، مدفوعين بخبثهم للتآمر ضد الشرفاء والمناضلين الذين رفضوا الانصياع لمخططاتهم.
هؤلاء السياسيون الذين اعتمدوا سابقاً على مظلة قضاء فاسد ونفوذ زائل، أصبحوا عراة أمام المجتمع. بعد أن أُغلقت أمامهم الأبواب وتضيق الخناق عليهم، اختاروا الطريق الأكثر انحداراً: صناعة الجريمة بوجه مكشوف. لم يعد لديهم غطاء يحميهم، فتحولوا إلى صناع للفوضى، يبحثون عن أخطاء خصومهم المعارضين لخبتهم وينصبون لهم الفخاخ من خلال شكاوى كيدية وانتظار الهفوات لاصطيادهم.
المناضلون، الذين رفضوا الرضوخ لابتزازهم، هم الهدف الأول لهذه الفئة. لم تكن محاربة الشرفاء مجرد صدفة، بل هي جزء من خطة منظمة تعتمد على الكذب والوشاية والتلفيق. يستغلون لتشويه صورة المناضلين من يضايقوهم سياسيا ومن يفضحون فسادهم ، بهدف إبعادهم عن الساحة وتدمير أي محاولة للتغيير الإيجابي.
تحولت حياة الشرفاء إلى ساحة حرب، حيث يعيشون تحت تهديد دائم من مؤامرات تُحاك ضدهم في الخفاء. بينما هؤلاء الفاشلون يدركون أن القضاء على المناضلين هو السبيل الوحيد لإطالة عمر فسادهم، حتى لو كان ذلك يعني هدم سمعة الشرفاء بأساليب قذرة.(بابلو إميليو)
مع انكشاف حقيقتهم، باتوا يمارسون الجريمة بوضوح، دون خوف من العواقب. بدلاً من العمل من خلال منظومة الفساد السابقة التي كانوا يحتمون بها، باتوا يعتمدون على أساليب مكشوفة مثل تلفيق الشكاوى الكيدية، التآمر العلني، واستغلال نقاط الضعف القانونية. إنهم يحاولون بث الفوضى من جديد، لكن أدواتهم أصبحت مكشوفة، والمجتمع بات أكثر وعياً بمخططاتهم. صناع الجريمة بامتياز
من داخل هذه الشبكة الفاسدة، يظهر أشخاص كانوا يوماً يواليون هؤلاء السياسيين، من موظفين، ومقاولين، وحتى شخصيات نافذة، انخرطوا في هذا العالم المظلم إما طمعاً في الفوائد أو خوفاً من العواقب. هذه الولاءات لم تكن بريئة، بل مبنية على استغلال متبادل. الأتباع يحصلون على الحماية والمكاسب، والسياسيون يحصلون على أدوات لتنفيذ مخططاتهم القذرة.
ومع تضييق الخناق عليهم وانهيار نفوذهم، يحاول هؤلاء المهندسون الفاشلون إعادة إنتاج الجريمة من جديد، لكن بدون الحصانة التي كانوا يتمتعون بها. أبواب السلطة القضائية أغلقت أمامهم، لكنهم لم يتوقفوا عن العبث ومحاولة إحياء منظومة الفساد التي انتهت صلاحيتها. أصبحوا وجهاً مكشوفاً للخيانة والغدر، يعيدون نفس السيناريوهات القديمة التي لم تعد تنطلي على أحد.
إن هؤلاء الذين كانوا يوماً مهندسي الجريمة، في الظل، باتوا اليوم عالقين في زاوية ضيقة، يحاولون بشراسة البقاء على الساحة. لكن كل محاولاتهم لن تخفي إفلاسهم الأخلاقي ولا زيف نواياهم. الزمن تغيّر، وزمن الفساد الذي اعتادوا الاحتماء به انتهى. صناعة الجريمة بوجوه مكشوفة لن يطول، لأن الحقيقة دائماً ما تجد طريقها، مهما حاول الخبث أن يطمسها.
التاريخ لن يرحمهم، والمجتمع لن يغفر لهم، والشرفاء سيظلون الحصن المنيع ضد هؤلاء المجرمين الذين لم يعرفوا سوى الخيانة والغدر لتحقيق مآربهم.
مقتبس من فيلم بابلو اسكوبار