طالوني تاب… فمتى يتوب الطالونيون السياسيون؟

7 يناير 2025
طالوني تاب… فمتى يتوب الطالونيون السياسيون؟

زنقة36_غزة مجيد

بعدما فاجأ نوفل طالوني الجميع بإعلان توبته، غارقًا في دموع الندم، التفت الشعب إلى الطالونيين السياسيين، أولئك الذين يتقنون فنون المراوغة وسرقة المال العام، متسائلين: متى تعلنون توبتكم؟

بينما ودّع طالوني عالم الخداع والضياع، لا تزال الطالونيات السياسيات يعقدن اجتماعات سرية، محصّنين خلف مكاتبهم الوثيرة وسياراتهم الفارهة، يحيكون المكائد، ويوزعون الأدوار في مسرحية بلا نهاية.
متى ينزلون من أبراجهم العاجية ليعتذروا عن خيانتهم للثقة؟
متى يتوقفون عن التلاعب بأرزاق المواطن وكأنهم يلعبون النرد؟
ومتى يقررون استبدال خطاباتهم الفارغة باعتراف صادق واحد؟
هؤلاء، لا يحتاجون إلى توبة بقدر ما يحتاجون إلى إعادة تأهيل جماعي! فقد أتقنوا فن الإنكار، وأصبحوا أبطال المسلسلات اليومية حيث يمارسون الكذب وكأنه وظيفة رسمية.

قد تكون دموع طالوني الحقيقية بداية صحوة، لكن دموع التماسيح التي اعتدنا رؤيتها من الطالونيات السياسيين لن تُقنع أحدًا  المواطن تعب من المسكنات ومن وعود الإصلاح المؤجلة.

ويبقى السؤال معلقًا:
متى نرى السياسيين الطالونيين يقفون أمام المواطن بوجوه بلا أقنعة، يعترفون بجرائمهم، ويطلبون الصفح؟
أم أن توبتهم مستحيلة… لأنهم ببساطة لا يعتبرون أنفسهم مذنبين؟

إن دموع التائبين ، مثل نوفل طالوني، قد تحرك القلوب، لكن دموع التماسيح التي يذرفها  بعض السياسيون لا تُقنع أحدًا. هؤلاء بحاجة إلى محاكمات لا إلى منابر، وإلى قوانين صارمة لا إلى خطابات واهية.

ويبقى السؤال الذي ينتظر إجابة:
متى نرى الطالونيين السياسيين يقفون بوجوه بلا أقنعة، يعترفون بجرائمهم، ويُعيدون للشعب حقوقه؟ أم أنهم سيواصلون أداء أدوارهم في مسرحية بلا نهاية رغم معاقبتهم ، ينتقلون من مشهد إلى آخر، بينما يُصفق لهم البعض، ويُحترق البقية بنيران اليأس؟

لم يكن  بعض الطالونيون السياسيون رجال دولة، بل هم عصارة من الخبث والتسلّق، تسللوا إلى المشهد مستغلين الهفوات ، فتحولت السياسة بأيديهم إلى بورصة للمساومات وصفقات مشبوهة. إنهم ليسوا من أهل السياسة، بل دخلاء عليها، جاؤوا من بيئة صُنّاع الجريمة والاحتيال، حيث تُقاس القيم بعدد الحسابات المصرفية، وتُقاس الإنجازات بعدد الرشاوى المُغطاة بالشعارات.

هؤلاء لم يرثوا السياسة كفنٍّ للإدارة ولا كرسالة نبيلة، بل تعاملوا معها كغنيمة حرب، توزع فيها المكاسب كما توزع الميراث بين اللصوص. إنهم “مُكترون”، اشتروا مناصبهم بأثمان بخسة، وها هم اليوم والامس  حصدو الثروات على حساب جراح الشعب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق