الربح المفرط: استغلال الحاجة في زمن الغلاء

31 ديسمبر 2024
الربح المفرط: استغلال الحاجة في زمن الغلاء

زنقة36_غزة مجيد

تشهد الأسواق موجة غلاء خانقة طالت مختلف السلع والخدمات، في وقت يعاني فيه المواطنون من تراجع القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف المعيشة. وبينما يتساءل كثيرون عن أسباب هذا الارتفاع، تشير أصابع الاتهام إلى ممارسات تجارية وصفت بالجشع والربح المفرط.

في ظل هذه الظروف، برزت مظاهر الربح المفرط حيث يُقدم بعض التجار على مضاعفة الأسعار، متحججين بارتفاع التكاليف وصعوبات الاستيراد. إلا أن الواقع يكشف في أحيان كثيرة عن استغلال واضح لحاجة المستهلكين، خاصة مع ازدياد الطلب على بعض المواد الأساسية والمنتجات الموسمية.

تعتمد بعض الممارسات التجارية على المضاربة والاحتكار، حيث يُعمد إلى تخزين السلع وتقليل المعروض في الأسواق لخلق ندرة مصطنعة تُفضي إلى ارتفاع الأسعار. هذه الأساليب تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسواق وتوسع الهوة بين التجار والمستهلكين، في مشهد يُثير استياءً شعبياً متزايداً.

في المقابل، يجد المستهلك نفسه محاصراً بين ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل، ما يدفع الكثيرين إلى التخلي عن بعض الاحتياجات الأساسية. وفي الوقت نفسه، يتعاظم الشعور بالعجز أمام ممارسات تجارية لا تراعي البعد الاجتماعي أو الوضع الاقتصادي الذي تعيشه غالبية الأسر.

ويُلاحظ أن موجة الغلاء تبلغ ذروتها خلال المناسبات والأعياد، حيث يستغل بعض التجار ارتفاع الطلب لفرض أسعار خيالية، مُحوّلين هذه المحطات إلى فرص لتحقيق مكاسب سريعة على حساب المواطن البسيط.

مع استمرار موجة الغلاء، تتجه الأنظار نحو الأسواق لرصد تطورات الوضع، بينما تزداد المخاوف من أن يتحول الربح المفرط إلى قاعدة في التعامل التجاري، مما ينذر بمزيد من الأعباء على المواطنين ويُفاقم من حدة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق