زنقة36
في أجواء مفعمة بالحماس والفخر الوطني، انطلقت فعاليات موسم التبوريدة في مدينة أبي الجعد لعام 2024، وهو من أبرز المواعيد الثقافية التي يحتفي بها المغاربة بفن التبوريدة العريق. يستمر هذا الحدث البارز من 23 إلى 27 أكتوبر، ويجمع بين عروض الفروسية الرائعة وبرنامج فني متنوع يجذب عشاق التراث والثقافة من جميع أنحاء المملكة.
افتُتح المهرجان بكرنفال “عودة الروح” الذي جذب مئات المتابعين إلى ساحة المهرجان. شاركت فرق موسيقية وتراثية في إحياء هذه التظاهرة الثقافية، حيث أبهرت فرقة “الشفشاونية” الجمهور بمزيج من الموسيقى التقليدية، بينما أضفت “الطاقة العيساوية” بعداً روحانياً للأجواء. من أبرز ما ميز هذه الليلة حضور أبو عبيد الله امحمد الشرقي، الذي يحج إليه المغاربة للتضرع إلى الله واستمداد الطاقة الإيجابية. بحسب المقربين، فإن زيارة زاوية أبو عبيد الله امحمد الشرقي ترتبط بالروحانية والطاقة الإيجابية، ويُعتقد أن هذه الزيارة تطرد الأرواح الشريرة. ويُقال إنه لا يستطيع أي شخص يحمل الشر في قلبه زيارة الزاوية، مما يضيف إلى هذه التجربة أبعاداً روحية فريدة.
يوم الخميس 24 أكتوبر، استمر الزخم الفني بفقرات فنية جذابة، حيث قدم الفنان الشاب آدم إبريك فقرة موسيقية ممتعة، تلته أوركسترا “أشواق” التي أضافت طابعاً مميزاً. كما قدم هشام سيديكي مسرحية “معاناة المهجر” التي لامست قلوب الحاضرين بتسليط الضوء على تحديات الهجرة والغربة. اختتمت الليلة بأجواء الطرب مع الفنان حميد الشريني.
يوم الجمعة 25 أكتوبر، ستتواصل العروض المميزة مع أوركسترا جمال، تليها فقرة “إطار نشط” التي ستضيف مزيداً من الحيوية. و لمسة طربية للسهرة.
أما يوم السبت 26 أكتوبر، فسيكون من أبرز أيام المهرجان، حيث ستقام الملحمة الوطنية الكبرى على الساعة السابعة مساءً بمشاركة أبرز الفنانين المغاربة. ستتضمن الملحمة عروضاً غنية بألوان من التراث المغربي كفن “العيطة” و”الرماي”، بمشاركة عبد الواحد فناش وعادل المذغري، الذين سيقدمون عروضاً استثنائية ستظل راسخة في ذاكرة الحاضرين.
يوم الأحد 27 أكتوبر، ستختتم فعاليات المهرجان بتكريم الفرق المحلية التي ساهمت في الحفاظ على تراث الفروسية المغربية. ستقدم هذه الفرق عروضاً فنية تعكس ثراء وتنوع التراث المغربي.
الفنان عبد الخالق فهيد، بروحه المرحة وأسلوبه المميز في التواصل مع الجمهور، أشرف على تقديم جميع الفقرات، ما أضفى لمسة فكاهية وخلق أجواءً من المرح والتفاعل الإيجابي بين الحاضرين.
موسم التبوريدة في أبي الجعد ليس فقط احتفاءً بفن الفروسية، بل هو أيضاً فرصة للتواصل مع الروحانية المغربية العريقة، خاصة من خلال زيارة زاوية أبو عبيد الله امحمد الشرقي. هذه الزيارة تمثل رحلة روحانية يعتقد أنها تمد الزوار بالطاقة الإيجابية وتطرد الأرواح الشريرة، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من المهرجان. يُقال إن من يحمل الشر في قلبه لا يستطيع الاقتراب من الزاوية، ما يعزز من قدسية المكان وأهميته الروحانية.
ختاماً، يُعتبر موسم التبوريدة في أبي الجعد لعام 2024 حدثاً استثنائياً يجمع بين الاحتفاء بالتراث والترويج للفن المغربي الأصيل، وهو فرصة لتعزيز التواصل بين الأجيال وإبراز غنى وتنوع الثقافة المغربية في أبهى صورها.