زنقة36_غزة مجيد
تشهد مدينة خريبكة في الأيام المقبلة انتخابات جزئية مشحونة بتنافس حاد بين الأحزاب السياسية. ورغم أن بعض هذه الأحزاب تعتقد أنها في موقع قوة يضمن لها الفوز، إلا أن الواقع السياسي على الأرض قد يكشف العكس. وكما يقول المثل: “عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان”، فإن هذه اللحظات الحاسمة ستكشف ما إذا كانت تلك الأحزاب قد قرأت المزاج الشعبي بشكل صحيح أم أنها أخطأت التقدير.
أحد الأحزاب، الذي طالما اعتقد أن له قاعدة شعبية واسعة في المدينة، يجد نفسه اليوم في مواجهة امتحان سياسي عسير. فقد استثمر مبالغ طائلة في حملته الانتخابية، وملأ المدينة بالشعارات والوعود، معتقدًا أن ذلك كافٍ لضمان الفوز. غير أن الواقع يشير إلى أن كل تحركاته لا تصيب الهدف، وأن الثقة المفرطة كانت بلا جدوى. فالكثير من الناخبين الذين مرت بهم الحملة يعبرون بوضوح عن موقفهم قائلين: “مجرد إرضاء له، والله لن نصوت له”، في إشارة إلى الفجوة الكبيرة بين الحزب وناخبيه.
يبدو الحزب وكأنه ينفخ في بالون مثقوب، حيث يبذل الكثير من الجهد والمال دون نتيجة تذكر. فقد فشل في التقاط الإشارات ، ولم يستوعب الدروس السابقة التي تؤكد أن السياسة تتطلب الحكمة والتروي. ومع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، تتضح الصورة أكثر: الحزب يخوض معركة خاسرة سلفًا، لأن استراتيجيته مبنية على الثقة العمياء والتعالي بدلًا من التواصل الفعال مع المواطنين.
في نهاية المطاف، تذهب كل تلك الجهود والاستثمارات أدراج الرياح، لأن الغرور، كما أثبتت التجارب السابقة، لا يكسب القلوب ولا الأصوات.