زنقة36_غزة مجيد
تشكل الانتخابات الجزئية في دائرة خريبكة، المزمع إجراؤها يوم 22 أكتوبر 2024، اختبارًا سياسيًا محوريًا يعكس ديناميات التحالفات والتحركات الانتخابية في المشهد السياسي المغربي.
وتبرز في هذا السياق خطوة رئيس جهة بني ملال-خنيفرة، عادل البراكات، بتقديم منير العلافي، نجل عبد الرحيم العلافي، المستشار البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار في الغرفة الثانية، كمرشح لحزب الأصالة والمعاصرة.
ويظهر أن عادل البراكات اعتمد على استقطاب الشباب من خلال ترشيح منير العلافي، وهي خطوة تتسم بذكاء سياسي مزدوج، يروم تعزيز حضور الحزب بين الشباب من جهة، ومن جهة أخرى استفادته من قاعدة انتخابية قائمة لعائلة العلافي التي تتمتع بنفوذ انتخابي في جماعات حطان، المفاسيس، والفقراء.
وتعكس هذه الخطوة أيضا حرص البراكات على تعزيز التماسك الداخلي في حزبه وتوسيع تحالفاته بطرق غير تقليدية، مما يقوي فرص الفوز في هذه الانتخابات الجزئية.
وتُظهر الحملة الانتخابية الحالية لحزب الأصالة والمعاصرة في إقليم خريبكة توظيفًا محكما لورقة المشاريع التنموية التي يشرف عليها مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، مما يؤكد أن الحزب ماض في طريقه نحو الفوز بالمقعد، من خلال تعبئة رؤساء الجماعات الترابية للمساهمة في الحملة، في محاولة لاستمالة الناخبين وإبراز فعالية الحزب في تحقيق التنمية المحلية.
ويتنافس عشرة مرشحين على المقعد البرلماني الشاغر، مما يعكس تنوعًا سياسيًا كبيرًا في هذه الانتخابات، إذ دخل عمار التباري، إلى جانب منير العلافي، كل من حمزة خناني عن حزب التقدم والاشتراكية، والسعيد المسكيني عن الاتحاد الاشتراكي، وهشام خلفادير عن حزب الديمقراطيين الجدد، ومرشحين آخرين يمثلون أحزابًا صاعدة.
تأتي هذه الانتخابات الجزئية بعد تجريد عبد الصمد خناني من مقعده البرلماني، بناءً على حكم من المحكمة الدستورية بسبب إدانته الجنائية. هذا التطور يفتح المجال لمنافسة جديدة، ويوفر فرصة للأحزاب لتعزيز مواقعها في الدائرة الانتخابية.
ترشيح منير العلافي يحمل في طياته أبعادًا مستقبلية تتجاوز الانتخابات الجزئية الحالية. قد يكون هذا الترشيح مقدمة لتحالفات أوسع بين حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، خاصة في ظل تقاطع المصالح السياسية والتنموية في الجهة. كما أن نجاح الحزب في استقطاب عائلات ذات نفوذ انتخابي قد يشكل نموذجًا لاستراتيجية أوسع تسعى إلى إعادة تشكيل التحالفات في الانتخابات المقبلة.
يبرز ترشيح منير العلافي مثالاً على السياسات الاستباقية التي تعتمدها بعض الأحزاب لتعزيز نفوذها على المستويين المحلي والجهوي. ومن المرجح أن يشكل نجاح هذه الاستراتيجية نموذجًا يحتذى به في الانتخابات الوطنية المقبلة، مع زيادة التركيز على استقطاب الشباب وتوسيع القواعد الانتخابية من خلال تحالفات غير تقليدية.