زنقة36_غزة مجيد
في إطار جهود التنمية المستدامة لجهة بني ملال-خنيفرة وتعزيز بنيتها التحتية، شهدت مدينة خريبكة توقيع اتفاقية شراكة لبناء وتجهيز الملعب الكبير، وذلك في سياق برنامج تنمية الجهة 2022-2027. هذا المشروع الطموح يعد تجسيدًا لرؤية متكاملة تهدف إلى النهوض بالبنية التحتية الرياضية وتعزيز دور الجهة كقطب رياضي وسياحي بارز.
الاستثمار في البنية التحتية من أجل تنمية مستدامة
يأتي هذا المشروع كجزء من الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الجهة، حيث يؤكد السيد عادل بركات، رئيس مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، على أن بناء هذا الملعب الكبير يعكس التزام الجهات المحلية بتطوير البنية التحتية بما يخدم تطلعات الساكنة ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعتبر المشروع نقطة تحول كبرى في مسار تطوير القطاع الرياضي في خريبكة، حيث سيمكن من استضافة مختلف الفعاليات الرياضية الكبرى، إلى جانب تعزيز الفرص الاستثمارية والسياحية.
يقع المشروع في منطقة جماعة بني يخلف، حيث تم اقتناء العقار اللازم من طرف مجلس الجهة، ويهدف إلى إنشاء ملعب بسعة 25 ألف متفرج مع إمكانية التوسع مستقبلاً. التكلفة الإجمالية للمشروع تتجاوز 200 مليون درهم، ويشارك في تمويله عدد من الشركاء البارزين على رأسهم وزارة التجهيز ووزارة التربية الوطنية، فضلاً عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ويعزز الموقع الجغرافي للملعب، لقربه من الدار البيضاء، من إمكانية استقطاب فرق وطنية ودولية للتدريبات والمباريات، مما سيسهم في رفع إشعاع المنطقة على المستوى الوطني والدولي.
يعتبر الملعب الكبير لخريبكة رافعة للتنمية المحلية، حيث أنه سيوفر فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة، وسيساهم في تحسين جودة الحياة من خلال تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة. كما أن هذا المشروع سيمكن من استقطاب استثمارات جديدة، فضلاً عن دعم السياحة الرياضية التي تعد ركيزة أساسية في تنمية الاقتصاد المحلي.
لم يقتصر الحديث على المشروع الرياضي فحسب، بل أكد السيد بركات على أن مجلس الجهة ملتزم بدعم الأندية المحلية مثل أولمبيك خريبكة وسريع واد زم، من خلال توفير تمويلات ودعم لوجستي لضمان تطور هذه الأندية وعودتها إلى منافسات الصف الأول. ويعكس هذا الدعم الشامل مدى حرص الجهة على تطوير الرياضة كجزء لا يتجزأ من التنمية المجالية والاقتصادية.
يُعد مشروع الملعب الكبير لخريبكة خطوة ضمن رؤية أكبر تهدف إلى جعل الجهة نموذجًا للتنمية المستدامة في المغرب، وذلك من خلال استثمارات ذكية في البنية التحتية التي تخدم الأجيال القادمة. كما يعكس المشروع انخراط مختلف الشركاء المحليين والوطنيين في دينامية جديدة ترتكز على تحسين جودة الحياة ودعم الاقتصاد المحلي، مع تعزيز مكانة خريبكة كمركز رياضي إقليمي.
ختاماً، فإن هذا المشروع ليس فقط استثمارًا في البنية الرياضية، بل هو خطوة استراتيجية نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تمكّن الجهة من مواجهة التحديات المستقبلية وتعزيز موقعها ضمن المشهد التنموي الوطني.