بوجنيبة:عرس كرسي الرئاسة فرحة العمارية أم مسؤولية المدينة؟

5 أكتوبر 2024آخر تحديث :
بوجنيبة:عرس كرسي الرئاسة فرحة العمارية أم مسؤولية المدينة؟

زنقة36_غزة مجيد
سيدي الرئيس، وأنت على أكتاف الأعضاء، رفعوك عاليًا في مشهد احتفالي مبتهج، جعلني أتخيلك جالسًا فوق “العمارية” في عرس تقليدي. كانت الأهازيج تدور في الأجواء، والابتسامات تعلو الوجوه، وكأنك العريس الذي توج للتو بعرش المدينة. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل هذه اللحظة كانت تمثل فرحة حقيقية لخدمة بوجنيبة، أم أنها مجرد مشهد رمزي لانتصار شخصي؟ هل كان جلوسك على هذا الكرسي بسبب الطموح لمصلحة المدينة، أم هي مجرد فرصة لتصفية الحسابات السابقة؟

سيدي الرئيس، نعم، الكرسي قد يكون مغريًا ومريحًا، تمامًا كالعمارية في ليلة الزفاف. ولكن دعنا نكون صريحين: الكرسي ليس مجرد وسيلة للاستمتاع بالرحلة أو التفاخر بالجلوس عليه. المدينة تنتظر منك خطوات عملية، مشاريع ملموسة، لا مجرد جولات احتفالية. هل سيبقى الكرسي هو مركز اهتمامك، أم ستنزل من العمارية وتبدأ في العمل الجاد؟ الفرحة التي رأيناها يوم رفعتك الأكتاف هي لحظة، لكن العمل الحقيقي يبدأ عندما تضع قدميك على الأرض.

سيدي الرئيس، بوجنيبة ليست في شهر عسل مع كرسي الرئاسة. المواطنون ينتظرون مشاريع وتحسينات على أرض الواقع، وليس مجرد أعذار ومبررات. هل أتيت لتكمل ما بدأه من سبقك، أم أنك ستقضي وقتك في البحث عن أخطاء الماضي؟ الشباب ينتظرون فرص عمل، والأحياء تنتظر إنارة ومرافق. لكن السؤال: هل فرحة “العمارية” ستدوم طويلاً، أم ستنزل وتبدأ في العمل الجاد؟

سيدي الرئيس، هل رأيت الباعة الجائلين الذين يجوبون شوارع المدينة، أم أن فرحتك بالعمارية أنستك رؤيتهم؟ هؤلاء الباعة لا يبحثون عن الاحتفالات، بل عن لقمة العيش. هل ستنظر إليهم على أنهم مشكلة تحتاج للحل، أم ستدرك أن هذه الفوضى قد تكون فرصة لتنظيم التجارة في المدينة؟ فالعريس الحقيقي هو من يعرف كيف يدير بيته (أو مدينته) بعد العرس، لا خلاله. الباعة الجائلون ينتظرون منك قرارات حكيمة، تحويل الفوضى إلى نظام، وجعل المدينة أكثر تنظيمًا وحياة.

سيدي الرئيس، لا يخفى على أحد أن بعض أحياء بوجنيبة تعيش في ظلام دامس. لكن لا بأس، ما دمت أنت في ضوء “العمارية” اللامع. هل ستفكر في تحسين الإنارة العمومية بعد أن تهدأ فرحة العرس؟ أم أن الأضواء ستظل محصورة حول كرسيك اللامع فقط، بينما تظل الشوارع تغرق في الظلام؟ المدينة تحتاج لإنارة حقيقية، وليس فقط أضواء الفرح العابر. الطريق إلى التنمية يبدأ من أبسط الأشياء، والإنارة جزء من أساسيات حياة الناس.

سيدي الرئيس، التوسع العمراني العشوائي في المدينة أشبه ببناء منزل من دون أساسات بعد الزفاف. هل لديك خطط حقيقية لتنظيم هذا التوسع، أم أن الفوضى العمرانية ستبقى كما هي؟ بعد العرس، يأتي بناء البيت، وبعد الفرح على كرسي الرئاسة يأتي العمل الجاد لتنظيم المدينة. فهل ستستجيب لهذا التحدي؟ المدينة بحاجة إلى تنظيم شامل وتخطيط عمراني يجنبها الفوضى التي تضر أكثر مما تنفع.

سيدي الرئيس، المشهد كان أشبه بعرس جماعي، لكن الفرح لا يدوم إلا لمن يواصل العمل بعد انتهاء الاحتفالات. نحن لا نطلب منك أن تكون العريس الذي يحتفل فقط، بل أن تكون العريس الجاد الذي يبني البيت ويهتم بشؤون أسرته (أو مدينته). بوجنيبة لا تنتظر منك أن تبقى فوق “العمارية”، بل تنتظر منك أن تنزل، تخلع بدلة العرس، وتبدأ العمل الجاد من أجل مستقبلها.

نحن هنا لا نقف في صف أي طرف، فقط نذكرك بأن العرس انتهى، والوقت قد حان للبناء والعمل. فهل ستكون العريس المثالي الذي تطمح إليه المدينة، أم أن فرحة العمارية ستظل هي الذكرى الوحيدة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق