زنقة36_غزة مجيد
في مشهد يوحي بالكثير من الدلالات العميقة، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للممثل المغربي عبد الرزاق ولد عامر، وهو يقف عند أحد تقاطعات مدينة خريبكة، حيث تلتقي شوارع محمد السادس ومولاي يوسف. ورغم أن الفيديو لا يتجاوز بضع ثوانٍ، إلا أنه حمل في طياته رسالة قوية بأسلوب ساخر يعكس حالة من الإحباط الشعبي.
في الفيديو، يسأل احد المارة ولد عامر عن الوقت، لكن المفاجأة كانت عندما أجاب انظر إلى الساعة العتيقة المثبتة على المنارة، ليتفاجى بأن الساعة “متوقفة”. هنا، لم يستطع ولد عامر سوى الرد بجملة بسيطة ولكنها تحمل معانٍ كثيرة: “كل شيء متوقف في هذه المدينة”.
هذا التعليق الذي أطلقه ولد عامر بتهكم وسخرية يعكس واقعًا مريرًا تعيشه مدينة خريبكة، حيث أصبحت التنمية شبه غائبة، والاستثمار في المدينة يبدو كأنه حلم بعيد المنال. وكما يقول المثل المغربي: “من لقاها فالمحلب يحلبها”؛ فعندما تغيب المسؤولية وتنام المدينة، لا يبقى سوى الانتظار… وانتظار طويل لساعة تتحرك.
لكن هذه “الساعة المتوقفة” التي أشار إليها ولد عامر ليست مجرد آلة معطلة على منارة، بل هي رمز لمدينة بأكملها أصبحت رهينة للجمود. فمن المعروف أن خريبكة تعدّ من المدن الغنية بالفوسفاط، ولكن هل انعكست هذه الثروة على سكانها؟ “ما كاين غير اللي بغا يتبرع والفار ما كيمشي غير للي عندو القمح”.
ويتابع البعض ساخراً: “المدينة تنتظر ساعة التغيير، ولكن من الواضح أن تلك الساعة قد توقفت منذ زمن طويل، ولا أحد يعرف متى ستعود للعمل”. فإذا كانت الساعة هي مرآة الزمن، فإنها في خريبكة تعكس زمنًا من الإهمال واللامسؤولية. فمتى سيدق جرس التغيير؟ أم أن المدينة ستظل تنتظر في محطة “الجمود” إلى أن يقرر المسؤولون الاستيقاظ من غفوتهم؟
كما يقول المثل المغربي الشهير: “ضربني وبكى، سبقني وشكى”، فإن المسؤولين عن هذا الوضع قد يدعون أنهم يفعلون ما بوسعهم، لكن الحقيقة على الأرض تقول عكس ذلك. فإلى متى سيستمر هذا التوقف؟ وهل هناك أمل في أن تتحرك عقارب الساعة في خريبكة، أم أن المدينة ستظل في انتظار من يعيد لها الحياة؟ لا يمكن أن ننتظر من عامل الإقليم أن يقوم بكل شيء وحده؛ يد واحدة لا تصفق، ولن يتحقق التغيير بدون تضافر الجهود والعمل الجماعي من جميع الأطراف المعنية.