“الحايك المغربي” يسطع في إسبانيا بألوان إيمان فرحاتي.

24 أغسطس 2024آخر تحديث :
“الحايك المغربي” يسطع في إسبانيا بألوان إيمان فرحاتي.

إدريس سحنون 

في مشهد فني استثنائي، أضاءت الفنانة التشكيلية إيمان فرحاتي سماء أليكانتي الإسبانية بألوان “الحايك المغربي”، ذلك الزي التقليدي الذي أعادت صياغته بلمساتها الفنية لتكون بمثابة لوحة حية تحمل بين طياتها سحر التراث وأصالة الهوية. فرحاتي، التي شاركت في الدورة العاشرة للملتقى الدولي للفنانين التشكيليين، نظمتها جمعية الوقت الثالث بين الثقافات وقصبة الفنانين بالمغرب، حولت المعرض إلى فسيفساء من الرموز البصرية المتشابكة، مستحضرة روح المجتمع المغربي بأبعاده التاريخية والثقافية.
ابتعدت فرحاتي في أعمالها عن الأشكال التقليدية للرسم، لتخوض تجربة جديدة حول “الحايك” كرمز فني واجتماعي. فقدمت قطعًا تتجاوز حدود اللوحة، لتصبح نافذة مفتوحة على عوالم مغربية غارقة في الأصالة، مستلهمة من موروثات شعبية عريقة تُجسد عبر ألوانها وأقمشتها الفاخرة تاريخًا من الحكايات والصور المرسومة على القماش.

بعد نجاحها في إسبانيا، عادت فرحاتي لتكرّم في مدينة القنيطرة المغربية، حيث نظمت جمعية نجوم القمر معرضًا يبرز إبداعاتها. لوحاتها عكست مزجًا متقنًا بين الماضي والحاضر، بين الزي التقليدي والحس الفني المعاصر، لتصبح بذلك أعمالها لغة بصرية تحاكي قضايا الوطن وتدافع عن الوحدة الترابية.

من خلال تجاربها الفنية، تؤكد إيمان فرحاتي أن الفن ليس مجرد تعبير بصري، بل هو جسر يربط بين الثقافات، وأداة للدبلوماسية الهادئة التي تعبر الحدود دون الحاجة إلى كلمات. “الحايك” في يدها أصبح أكثر من قطعة قماش، بل رمزًا يحمل روح المغرب إلى العالم، ويُظهر جمال التراث بعيون حديثة، مُفعمة بالإبداع والابتكار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق