زنقة36_غزة مجيد
في الآونة الأخيرة، شهدنا هجومًا لاذعًا ضد الأساتذة الذين يشاركون في أعمال الإحصاء، مما يثير تساؤلات عدة حول هذا الموضوع:
بعد التواصل مع بعض الأساتذة المعنيين بموضوع مشاركتهم في عمليات الإحصاء، جاء ردهم ليضع النقاط على الحروف بخصوص الهجمات التي تعرضوا لها. عندما طُرحت عليهم الأسئلة، جاء جوابهم كالتالي:
**لماذا شُنت الحرب على الأساتذة بخصوص الإحصاء؟ وهل الأساتذة وحدهم من يقومون بالإحصاء؟**
رد أحد الأساتذة قائلاً: “نحن، كأكاديميين، نشارك في عمليات الإحصاء ليس بدافع الاحتكار، بل لأن هذه المهام تتطلب خبرة ومعرفة علمية دقيقة. الإحصاء هو مجال معقد يحتاج إلى دقة وتحليل علمي، وهو ما نمتلكه بحكم تخصصنا الأكاديمي. الحكومة بحاجة إلى خبراء لضمان دقة وموثوقية البيانات، ولا يمكن الاعتماد على أي شخص دون خلفية علمية مناسبة.”
ثم تابع قائلًا: **”أليس من المفترض أن تستعين الحكومة بمن لديهم الخبرة؟ وهل يعد عيبًا أن يتقاضوا مبلغًا مقابل العمل في الإحصاء؟”**
“بالتأكيد، من الطبيعي أن تستعين الحكومة بأشخاص لديهم الخبرة اللازمة لضمان جودة وموثوقية العمل. أما بالنسبة للتعويض المالي، فهو أمر عادل ومنطقي، خاصة أن هذه المهام تتطلب وقتًا وجهدًا إضافيين بجانب مهامنا الأساسية. لا يمكن اعتبار تعويضنا عن هذا العمل عيبًا، بل هو تقدير لجهدنا وخبرتنا.”
وعند سؤاله: **”إذا افترضنا أن موظفين آخرين قد قاموا بهذا العمل، هل كانوا سيتعرضون لنفس الهجمات والتنمر؟”**
أجاب الأستاذ: “للأسف، الهجمات التي تعرضنا لها قد تكون نابعة من سوء فهم لدورنا أو ربما من تحيزات شخصية. النقد هو أمر طبيعي، لكن يجب أن يكون بناءً ومصحوبًا ببدائل عملية. وحتى الآن، لم يتم طرح بدائل ملموسة تقوم بنفس الدور الذي نقوم به.”
وفي النهاية، أضاف الأستاذ: **”وقبل طرح هذه الأسئلة، هل تم طرح البديل؟”**
“حتى هذه اللحظة، لم نرَ أي بديل عملي يمكن أن يحل محل خبرتنا في هذا المجال. الهجوم علينا دون تقديم بدائل واقعية ليس إلا تشويشًا غير بناء. ينبغي أن يتركز النقاش على كيفية تحسين العمل، لا على استهداف الأشخاص بشكل غير مبرر.”
ختامًا، شدد الأساتذة على أهمية التعامل مع هذه القضايا بموضوعية وعدل، وتجنب الانزلاق في فخ الانتقادات غير البناءة، قائلين: “اتقوا الله في النقاشات التي تتعلق بمهام تتطلب الكفاءة والمهنية، واحرصوا على أن يكون النقد موجهًا لتحسين العمل لا لإثارة الفتن أو التفرقة بين فئات المجتمع.”