زنقة36_غزة مجيد
تشهد مدينة خريبكة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار العقار، رغم أن أغلب سكانها ينتمون إلى الطبقة المتوسطة أو الفقيرة. هذا الأمر يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع، خاصة أن المدينة ليست ساحلية ولا تتمتع بموقع استثنائي مقارنة بمدن أخرى. في هذا المقال، سنستعرض العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا الارتفاع غير المبرر لأسعار العقار في خريبكة.تلعب لوبيات العقار دورًا كبيرًا في ارتفاع أسعار العقارات في خريبكة. هؤلاء الفاعلون يتحكمون بشكل كبير في السوق من خلال احتكار الأراضي والعقارات، مما يؤدي إلى تقليل العرض وزيادة الأسعار. بفضل نفوذهم الكبير، يمكنهم فرض أسعار تفوق القدرة الشرائية للسكان المحليين.تعد المضاربة العقارية من الأسباب الرئيسية التي تساهم في ارتفاع الأسعار. المضاربون يقومون بشراء الأراضي والعقارات ليس بهدف الاستثمار فيها أو تطويرها، بل بهدف إعادة بيعها بأسعار أعلى في المستقبل. هذا النوع من السلوك يؤدي إلى تضخم الأسعار بشكل مبالغ فيه، ويزيد من صعوبة امتلاك العقار بالنسبة للفئات المتوسطة والفقيرة.على الرغم من أن خريبكة ليست مدينة ساحلية أو سياحية، إلا أن العرض العقاري فيها لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد. الطلب المرتفع مع العرض المحدود يؤدي حتماً إلى زيادة الأسعار. هذا الخلل بين العرض والطلب يزيد من تفاقم الوضع ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مستمر.خريبكة تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي حيث تقع بالقرب من مناجم الفوسفاط، وهو ما يجعلها منطقة جاذبة للسكان والعمال. الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بهذا القطاع تسهم في جذب المزيد من السكان إلى المدينة، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على العقارات وارتفاع الأسعار.عدم وجود سياسات تنظيمية فعالة والغياب النسبي للرقابة الصارمة على سوق العقار يساهم في تفاقم هذه الظاهرة. يتسبب غياب الرقابة في زيادة التلاعب بالأسعار واستغلال الطلب المتزايد، مما يؤدي إلى ارتفاع غير مبرر في أسعار العقارات. تلعب المصلحة المكلفة بالتعمير دورًا حيويًا في تخطيط وتنظيم المجال الحضري، ولكن في حالة خريبكة، يبدو أن هناك غيابًا لاستراتيجية واضحة وفعالة تدير عملية التعمير بشكل يوازن بين العرض والطلب. هذا النقص في التخطيط يؤدي إلى عشوائية في توزيع الأراضي واستغلالها، مما يزيد من حدة مشكلة ارتفاع الأسعار. رغم مجهودات التعاونيات التي تسعى لتقديم عقارات بأسعار مناسبة للفئات المتوسطة والفقيرة، فإن تأثير المضاربين يظل قويًا. هؤلاء المضاربون يعمدون إلى شراء العقارات المتوفرة بأسعار منخفضة من التعاونيات ثم يعيدون بيعها بأسعار مرتفعة، مما يقوض جهود هذه التعاونيات ويزيد من صعوبة حصول المواطنين على سكن مناسب بأسعار معقولة.إن ارتفاع أسعار العقار في خريبكة هو نتيجة لتداخل عدة عوامل منها الاحتكار، المضاربة، قلة العرض مقارنة بالطلب، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي المرتبط بالأنشطة الاقتصادية. كما أن غياب استراتيجية فعالة من طرف المصلحة المكلفة بالتعمير وتغول المضاربين