قصيدة: امون المدينة

28 ديسمبر 2023آخر تحديث :
قصيدة: امون المدينة

بقلم:غزةمجيد

أيها القوم، لقد جاءكم آمونُ الى المدينة .. فانْصِتوا ولا تتكلموا
وان حالفكم الحظ ان تنطقوا.. فَعَالي المَقَامْ.. اِحْتَرِمُوا
لا تنتقدوه ..لا تسألوه .. وَحْدَهُ فيكم مَنْ يَفْهَمَ ..
وحده فيكُم من يَعْلَمُ ، فهو الصَّادقُ بالبلاغة نَاطِقُ وغيرُه أبْكَم ُ
تلجَّموا ..لا تتكلموا ..حتى لا يُساءَ فَهْمُكُم فَتَنْدَموا..
وان خاطبكم السَّفيهُ بِجَهْلِه ..قُولُوا سَلاماً تَسْلَمُوا
ثم صفِّقوا.. وزغْرِدوا ….وطبِّلوا “وغَيِّطُوا” وعظُّموا
وتودَّدوا ..ومجِّدوا .. وهلِّلوا ..وبجِّلوا ..بالخير تَنْعَموا
لا تسأَموا ابداً من المديح حتى.. وان كان نفاقاً لا تسأموا
واعْلَموا يَرْحَمْكُمُ اللهُ ثم عْلَموا ..فجَنابُ الْمَقامِ لا يَظْلِم ..
ومن ادعى غير ذلك .. فهو إمَّا حاقدٌ او حاسدٌ او وَاهِمُ
فهو لا يسرقُ ..لا يَرتَشِي ..وَبِقَمْعِكُمْ لا يَنْتَشِي ..أَلاَ تَفْهَمُوا؟
جناب المقام .. شريفٌ ..عفيفٌ ..مقدَّسٌ ..نَقْدُهُ يَحْرُمُ
فحمدُه واجب شرعيٌّ ..حتى وإنْ تَغَطْرَسَ ..وظل فيكُمْ يَشْتُمُ
أَوَ لَيسَ جَنَابُ المقامِ ..هو منْ بالخَيراتِ عليكمْ يَنْعَمُ؟
لا تكونوا ناكرين للجميل ..فَبِدونِ جناب المقام .. جَميعُكُم عَدَمُ
وبدون جناب المقام ..انتم عَبيدٌ .. فهو السيد وانتُمُ الخَدَمُ
وبدون جناب المقام .. لنْ يَحْلُوَ فيك مدينة الشرفاء طَرَبٌ ولا نَغَمُ ..
فاحْنوا ظُهُورَكُم صاغِرينَ لَهُ.. كي يَرْكَبَكُمْ كما تُركَبُ البَهِمُ
واذا سُلِبَتْ أراضيكم .. اِبسَمُوا ..واحمدوا الله اِذْ لم تُلَفَّقْ لكمُ التُّهَم ُ
وان عُرْقِلتْ مشاريعكم ..او جُرِّحَت مشاعركم ..تَكَتَّمُوا ..
لا تَنْبِسوا بِبِنْتِ شَفَة .. ولا تأِنُّوا مَهْما تَوَغَّلَ فِيكُمُ الأَلَمُ ..
فكمْ أحراراً فيك حبيبتي ..جُرِّمُوا ..
وكمْ أعياناً امام عال المقام قُزِّمُوا ..
وكم رجالاً صَناديداً وأسْياداً حُورِبوا وكُمِّمُوا .
وكم عميلاً ..وقَوّاداً ..وَشَادًّ ..وفاسِداً صارَ يُحْتَرَمُ ..
وصار يُفتي في المَجَامِعِ والمجالسِ .. فَتارَةً يُحَلِّلُ وتارةً يُحَرِّمُ..
فَلَيتَكَ تَفَقَهُ يَا آمونَ زَمَانِه.. الدنيا دَوَّارَةٌ لاَ تَرْحَمُ..
فَلَوْ كانَتْ تَدُومُ عَلى حَالِهَا .. لدَامَتْ لِسَابِقيكَ .. وَأَنْتَ الأفْهَم ُ .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق