أوصيبي خريبكة والتنمية الرياضية المفقودة؟

22 أكتوبر 2023آخر تحديث :
أوصيبي خريبكة والتنمية الرياضية المفقودة؟

 

خريبكة_أشرف لكنيزي

مر ما يقارب خمس سنوات على قدوم مصطفى التراب المدير التنفيذي للمجمع الشريف للفوسفاط لمدينة خريبكة، من أجل تدشين القرية الرياضية “لمتيريف”، وإعطاء إنطلاق شراكة متعددة السنوات تربط المجمع الشريف للفوسفاط بالرابطة الأمريكية لكرة السلة المحترفة “NBA” من أجل تطوير المواهب في مجال كرة السلة بكل من المغرب ورواندا.

إستبشرت ساكنة خريبكة خيرا، بقدوم مصطفى التراب لعاصمة التُرَاب، معتقدين أنها بداية مصالحة شاملة مع العاصمة العالمية للفوسفاط التي عانت ساكنتها من تبعات إستخراج الفوسفاط على جميع الأصعدة وخاصة الصحية، فجل الأجداد والأباء لقوا حتفهم جراء مضاعفات صحية من أيام الإشتغال في “الغار” قبل ظهور “دراكلين”، كما أن أحفادهم لازالوا يعانون من “نقمة لوفيس” فالأنبوب النافل للفوسفاط والرابط بين خريبكة والجرف الأصفر، تسبب بشكل كبير في تغيير لون وطعم الماء الصالح للشرب، وأصبح الماء ينقطع بين الفينة والأخرى، وعلى المستوى الرياضي صرح مصطفى التراب أثناء تدشين الملعب بحي النهضة “أنهم سعداء حقا بإطلاق هذا المشروع الهام مع الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية بكل من مدينتي خريبكة وابن جرير”. معربا “أن هذا المشروع يهدف إلى توفير البنيات التحتية وتشييد ملاعب جديدة من بينها ملعب حي النهضة بخريبكة، لتمكين الشباب من ممارسة الرياضة بالأحياء الشعبية في ملاعب القرب بموصفات عالمية، وذلك من أجل صقل مواهبهم وتطوير إمكانياتهم بفضل روح التميز والتأطير الذي يركز على القيادة والتنمية الذاتية”.

تبخرت هاته الكلمات الفضفاضة، وأصبحت التنمية الرياضية بخريبكة، حبيسة أنشطة رياضية موسمية ومؤقتة، يتم خلالها دعوة منابر إعلامية خارجية لتسويق أحداث لا علاقة لها بالواقع، فبمجرد إنتهاء العرس الرياضي، يتم تفكيك الكراسي لتبقى الأرضية عارية تكشف الواقع الحقيقي للتنمية الرياضية التي تدعي إدارة التراب بخريبكة.

وتواصلت هفوات إدارة التراب على مستوى التواصل، حيث إستدعت أحد الوكالات من خارج مدينة خريبكة لتغطية أحد الأحداث الرياضية المؤقتة بملعب لمتيريف بخريبكة، قبل أن تسعى جاهدة لتدارك هاته الهفوة في التواصل، فربطت الإتصال بممثلي الإعلام المحلي دقائق معدودة قبل إنطلاق الحدث الرياضي عاملين بالمقولة الشهيرة “جَا يكَحْلهَا عمَاهَأ” فكان  الرد سريعا من الجسم الإعلامي المحلي “لمعرُوضْ في نهَارُو إرَيحْ في دَارُو”. لكن الغريب وسط هاته الضجة هو المسؤول عن التواصل بخريبكة والذي وجد نفسه خارج نطاق الخدمة، يسعى جاهدا لمحاولة إقناع الجسم الإعلامي المحلي بأن ما وقع كان خارج إرادته، غير مبالي أن في هذا الأمر إساءة له كمسؤول عن التواصل؟

إدارة أوصيبي أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تراجع أوراقها التنموية، فشباب عاصمة الفوسفاط العالمية خريبكة، الذين تحدث عنهم المدير التنفيذي مصطفى التراب، لازالوا يركبون قوارب الموت حالمين بالفردوس الأوروبي، في ظل غياب فرص الشغل، وتزايد معدل البطالة، وإقبار المواهب في عدة مجالات أبرزها الرياضية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق