بقلم: غزة مجيد
أعذرونا، فلن نستطيع أن نغض الطرف عن هذه الحقيقة، ولن نغلق أعيننا على ما يحدث أمامنا. أعذرونا، فالمواطن لا يستطيع أن يتحمل كل يوم انتظارًا وسط الأزبال، بينما المجلس البلدي منشغل بالفن والرونقة، وكأن الفوضى والقمامة جزء من ديكور العرض المسرحي الكبير الذي يقدمه مسؤولو المدينة.
في قلب خريبكة، حيث يبدو الإهمال متجذرًا، أصبح موقف الحافلات المجاور لأكوام القمامة مرآة قاتلة لفشل الإدارة المحلية. المواطن لا ينتظر الحافلة فحسب، بل يقف محاصرًا برائحة الأزبال المتعفنة وسط صمت المجلس البلدي وغياب الرقابة، وكأن السلطة الإدارية فقدت القدرة على التدخل منذ مدة طويلة. أين نحن إذاً من مسؤوليتنا تجاه حياة الناس اليومية؟
ساعات الانتظار ليست مجرد وقت يمضي، بل عقوبة يومية على صبر المواطن. المواطن محاصر بين أكوام القمامة والإهمال البلدي المستمر، فيما منظومة النقل الحضري تتدهور دون أي متابعة أو رقابة، والوعود الكلامية تملأ الفراغ الذي خلفته سلطة غائبة. التنمية المزيفة تبدو هنا مجرد شعار على الورق، بينما المواطن يعيش الواقع المرّ كل يوم.
بلاكة الطوبيس لم تعد مجرد موقف، بل شهادة حيّة على سقوط منظومة النقل الحضري وفشل المجلس البلدي في أداء واجباته الأساسية. المواطن لم يعد مجرد متضرر، بل شاهد على تراكمات الفشل والهدر المستمر نتيجة غياب الرقابة والسلطة الفعلية.
خريبكة مدينة تحتاج إلى قرارات عاجلة وحقيقية، لا كلمات جوفاء ولا ديكور . ومتى يستيقظ المجلس من سباته؟ متى يتحرك المسؤولون قبل أن يفقد المواطن صبره تمامًا؟
أعذرونا، فلن نستطيع السكوت بعد الآن. إن استمر المجلس في سباته، فإن غضب المواطن سيصبح صوتًا لا يُسمع تجاهه سوى أصوات الاحتجاج، وصرخة مدوية تقول بصوت واحد: هل هذا هو النموذج التنموي الذي وعدتم به؟