إدريس سحنون
انعقد أمس الجمعة 22 غشت 2025 بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة خريبكة، الجمع العام الاستثنائي لنادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، بعد تعذر انعقاد الجمع العادي في 16 غشت لعدم استيفائه النصاب القانوني.
وقد استمر الاجتماع المغلق أزيد من خمس ساعات، في أجواء متوترة عكست عمق الأزمة التي يعيشها النادي على المستويين التسييري والرياضي عقب سقوطه إلى قسم الهواة.
وشارك في هذا الجمع 26 منخرطا من أصل 42، بحضور ممثل السلطة المحلية في شخص باشا المدينة، وممثل عن عصبة بني ملال خنيفرة، وآخر عن المجمع الشريف للفوسفاط، إضافة إلى ممثلين عن فصيل التراس غرين غوست الذي ظل يضغط بقوة في الشارع وفي المدرجات من أجل وضع حد للفوضى التي يتخبط فيها النادي.
وعكس هذا الحضور المتنوع حجم الرهانات المطروحة، حيث تداخلت الحسابات الإدارية مع مطالب الجماهير الرياضية بعودة المجمع الشريف للفوسفاط للإشراف على تسيير الفريق.
وتركزت النقاشات التي دارت داخل القاعة حول محورين رئيسيين؛ الأول إداري مرتبط بمصير المكتب السابق برئاسة الحبيب لكنوزي وضرورة القطع مع التجارب التي أضرت بالنادي ماليا وتنظيميا، والثاني رياضي يتعلق بالكيفية التي يمكن عبرها إعادة بناء فريق قادر على المنافسة في ظرفية صعبة تتسم بضيق الوقت واقتراب انطلاق البطولة الوطنية.
وبين هذين المحورين ظهر انقسام واضح بين من يدافع عن عودة بعض الوجوه القديمة وبين من يطالب بفسح المجال أمام مرحلة جديدة تقودها كفاءات مرتبطة بالمجمع الشريف للفوسفاط.
وعلى الرغم من حدة النقاشات، فقد اتفق الجميع على أن إنقاذ النادي يقتضي تجاوز الخلافات وتوحيد الجهود، وهو ما ترجم في النهاية إلى قرار تشكيل لجنة لتصريف الأعمال تضم أربعة أطر من المجمع الشريف للفوسفاط: توفيق صمصم، يونس بوطهير، ياسين نعناني وعلي بنعزيزي.
وقد اعتبر هذا القرار نقطة تحول إيجابية من شأنها إعادة قدر من الاستقرار إلى القلعة الخريبكية، ومنح الفريق فرصة للتركيز على الجانب الرياضي بعد شهور من الصراعات الإدارية.
غير أن الرهان الأكبر يظل مرتبطا بالقدرة على ترجمة هذا التوافق الإداري إلى نتائج ملموسة على أرضية الملعب. فالفريق الذي ذاق مرارة النزول إلى قسم الهواة يواجه اليوم تحديا مزدوجا: من جهة ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي وتجاوز سنوات من الاختلالات التسييرية، ومن جهة أخرى بناء مجموعة تنافسية قادرة على إعادة الأمل للجماهير وتحقيق الصعود مجددا إلى القسم الوطني الثاني.
وبين التفاؤل الذي أبدته فئة واسعة من المناصرين، والحذر الذي عبرت عنه أصوات أخرى تشكك في قدرة الحل المؤقت على إحداث التغيير المطلوب، يظل المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات. فالجمع العام الاستثنائي نجح في إخراج الفريق من عنق الزجاجة، لكنه لم يحسم بعد معركة الاستمرارية، حيث يبقى الامتحان الحقيقي هو تحويل اللجنة الجديدة إلى رافعة للإصلاح الإداري والتأهيل الرياضي معا، بما يضمن عودة أولمبيك خريبكة إلى مكانته الطبيعية بين أندية الصفوة ويعيد له هيبته التاريخية.