مغرب المستقبل بخريبكة… دورة إدارية تضع الشباب والثقافة في قلب التنمية

14 أغسطس 2025
مغرب المستقبل بخريبكة… دورة إدارية تضع الشباب والثقافة في قلب التنمية

بقلم: غزة مجيد

في قلب مدينة خريبكة، حيث ارتبط اسمها لعقود بمناجم الفوسفاط، تعالت أصوات تدعو لفتح صفحة جديدة قوامها الثقافة والإبداع. يوم 13 غشت 2025، كان مركب مبادرات المدينة مسرحا لاجتماع مهم للمجلس الإداري لجمعية مغرب المستقبل، في إطار دورتها العادية (دورة يونيو 2025). ورغم أن الدورة تأجلت عن موعدها الرسمي بسبب اشتغال اللجان على إعداد الأوراق، فإن مخرجاتها حملت قرارات استراتيجية.

أهم ما ميز اللقاء هو المصادقة على تقديم عريضة رسمية إلى مجلس جهة بني ملال خنيفرة، لإدراج نقطة في جدول أعماله تتعلق بالمصادقة على إحداث المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية بمدينة خريبكة، مع إعداد دراسة تقنية متكاملة بالتنسيق مع الشركاء. كما أقر المجلس البطاقة التقنية للمشروع، تمهيدا لتوجيهها إلى المؤسسات ذات الصلة.

هذا القرار يعكس إرادة الجمعية في خلق مشروع يجمع بين التكوين الأكاديمي والتنمية الاقتصادية، مستثمرا إرث خريبكة الثقافي ومهرجانها السينمائي العريق، بهدف تمكين الشباب وفتح آفاق جديدة للتشغيل والإبداع.

البيان الختامي للدورة حمل إشادة خاصة بالعناية الملكية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للشباب، واستحضرت الجمعية مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش، حيث دعا جلالته إلى النهوض بالتنمية البشرية، وتعميم الحماية الاجتماعية، وترسيخ العدالة المجالية.

الجمعية وجهت نداء إلى الحكومة، والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وجميع الفاعلين، من أجل تهيئة الظروف المناسبة لتقديم صورة مشرفة للمغرب خلال احتضان فعاليات كأس العالم 2030. كما شددت على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لقضايا الشباب، تأخذ بعين الاعتبار البعدين الاقتصادي والاجتماعي.

لم يخلُ البيان من رسائل موجهة إلى مجالس الجماعات الترابية بجهة بني ملال خنيفرة، لحثها على تفعيل آليات التشاور مع المواطنين، وضمان إدماج المقاربة الاجتماعية والتنموية في إنجاز المشاريع، والتسريع في تنفيذ المشاريع المتعثرة. كما طالب المكتب الشريف للفوسفاط OCP، بصفته الشريك الاقتصادي الاستراتيجي للمدينة، بتسخير موارده لدعم المشاريع التنموية التي تخدم شباب الإقليم وتساهم في إدماجهم اقتصاديا واجتماعيا.

الجمعية لم تغفل دعوة شباب خريبكة والجهة إلى الانخراط المؤسسي عبر المجتمع المدني، الأحزاب، أو العمل النقابي، للتعبير عن احتياجاتهم والمشاركة في صياغة حلول عملية.

واختُتمت الدورة بالتأكيد على مواقف المغرب الثابتة في دعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، انسجاما مع السياسة الوطنية الراسخة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept