زنقة36- غزة مجيد
في زمن يتّجه فيه معظم المستثمرين نحو العواصم والمناطق الساحلية بحثًا عن الربحية السريعة، اختارت شركة شيم-كو أن تسلك طريقًا معاكسًا، وتعود إلى الجذور… إلى مدينة خريبكة، حيث انطلقت البدايات، وحيث لا زال للانتماء طعم خاص.
غرسُ الشجرة الأولى في هذا المشروع ليس مجرد لحظة رمزية، بل رسالة قوية مفادها أن أبناء المنطقة الحقيقيين لا ينسون أرضهم، وأن التنمية ليست فقط مسؤولية الدولة، بل واجب أخلاقي على كل من استفاد من هذه الأرض، وتكوّن في ترابها.
المشروع، الذي تتجاوز كلفته 100 مليون درهم، ليس مجرد وحدة إنتاجية للأسمدة السائلة، بل هو نقلة نوعية في المسار التنموي للإقليم، وفرصة لإعادة التوازن بين المركز والهامش.
من خلال طاقة إنتاجية تفوق 60 ألف طن سنويًا، وتوفير 120 فرصة شغل مباشر، يؤكد هذا الورش الصناعي أنه ليس هدية رمزية، بل مساهمة فعلية في الاقتصاد المحلي، مبنية على تخطيط وجرأة استثمارية، لا على حسابات انتخابية ولا مصالح ضيقة.
يختلف الناس حول الأسماء، لكن الحقائق تفرض نفسها:
تخيم، الذي يقف اليوم خلف هذا المشروع، لم يختر الطريق السهل، بل عاد إلى منطقة تُعد من أكثر المناطق حاجة للمبادرات التنموية.
وبدل أن يُجري استثماراته في مراكز المال والأعمال، اختار أن يُؤسس أول وحدة صناعية لشركته في مسقط رأسه.
هذا فعلٌ لا يحتاج إلى تبرير، بل إلى تثمين.
المكاسب التي يحملها المشروع لا تتوقف عند حدود الشغل أو الإنتاج، بل تمتد إلى بعث روح الأمل في منطقة ظلت لعقود تُناشد الاستثمار وتُكافح التهميش.
خريبكة، المدينة الغنية بالفوسفاط، تستحق أن تكون غنية أيضًا بالمبادرات المواطِنة…
وها هو المشروع يفتح الباب لثقافة جديدة تقول:
قد يتردد البعض في ربط رأس المال بالعاطفة،
لكن حين يُستثمر في الأرض التي أنجبتك، وحين تُحوِّل النجاح الشخصي إلى قوة دفع جماعية،
فأنت لا تبني مصنعًا فقط… بل تبني ثقةً، وتُعيد الاعتبار لمعنى الوفاء.
شيم-كو في خريبكة ليست مجرد مشروع،
بل رسالة: من هنا بدأنا… وهنا نزرع لنحصد غدًا أفضل.
