12 مارس 2025

إدريس سحنون 

يعيش نادي أولمبيك خريبكة موسما صعبا في دوري الدرجة الثانية المغربي، حيث تواصلت سلسلة التغييرات على مستوى جهازه الفني بسبب التذبذب الكبير في النتائج. وفي خطوة جديدة ضمن مسلسل التغييرات، انفصلت إدارة النادي عن المدرب أمين الزوبير بعد فترة وجيزة من توليه المسؤولية بشكل مؤقت بعد رحيل المدرب السابق عادل السراج، الذي لم يكن قادرا على تحسين وضع الفريق.

 

وكانت إدارة النادي قد قررت منح الثقة للمدرب المساعد أمين الزوبير بعد رحيل السراج، ولكن النتائج السلبية استمرت في ملاحقة الفريق، حيث لم يحقق الأولمبيك سوى خمس تعادلات في مرحلة الإياب من الدوري، وهو ما جعل الفريق يواصل التواجد في منطقة الخطر في ترتيب البطولة. آخر اختبار للزوبير كان أمام مولودية وجدة في قمة أسفل الترتيب، التي انتهت بالتعادل السلبي، ما زاد من الضغط على المدرب والطاقم الفني. ونتيجة لهذه المعطيات، قررت إدارة النادي فك الارتباط معه ليكون بذلك ثالث مدرب يغادر الفريق هذا الموسم.

وكانت إدارة النادي قد أقالت المدرب عزيز كركاش في نوفمبر 2024 بعد فشله في إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز، كما رحل عادل السراج في يناير 2025 بسبب تدهور نتائج الفريق، ليجد النادي نفسه في حلقة مفرغة من التغييرات.

وبعد الاستقالة الأخيرة، أصبح أولمبيك خريبكة أمام تحد كبير في البحث عن مدرب قادر على انتشال الفريق من دوامة النتائج السلبية. ورغم طرح عدة أسماء لخلافة الزوبير على طاولة المفاوضات، يبقى التساؤل الأهم: هل سيستطيع المدرب القادم كسر هذه الحلقة المفرغة من التغييرات الفنية؟ في الوقت نفسه، سيقود مساعد المدرب الحالي منير بوخيار التدريبات بشكل مؤقت، وقد يتولى الإشراف على المباراة المقبلة أمام شباب المسيرة.

وفي خضم هذا التغيير المستمر على صعيد الجهاز الفني، بدأ مشجعو أولمبيك خريبكة يعبرون عن قلقهم حيال مستقبل الفريق. ورغم أن التغييرات الفنية كانت ضرورية في ظل النتائج السلبية، إلا أن العديد من الجماهير يعتقدون أن المشكلة ليست في المدرب فقط. فالحل الحقيقي، بحسب الآراء السائدة، يكمن في تغييرات جذرية في إدارة النادي و من يحيطون به. البعض يرى أن الحل يبدأ باستقالة المكتب المسير الحالي، الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية تدهور نتائج الفريق. وهناك مطالبات برحيل المنخرطين الذين لم يساهموا بشكل إيجابي في تحسين الوضع داخل النادي. كما ينادي العديد من محبي الفريق بتعيين لجنة مؤقتة مكونة من مسيريين ولاعبين سابقين، بالإضافة إلى أطر محلية، من أجل التوجيه والإشراف على فترة الانتقالات القادمة. ويرى البعض أن الحل يكمن في تنظيم لقاء تواصلي مع جميع الفاعلين الرياضيين المحليين من أجل وضع خطة مشتركة للإنقاذ. ومن بين الحلول المطروحة هو ضرورة “تنظيف” محيط الفريق من المشرفين غير الأكفاء الذين قد يكون لهم دور في تدهور الأوضاع.

إن الوضع الحالي لفريق أولمبيك خريبكة يتطلب تدخلا عاجلا وقرارات شجاعة من الإدارة والجهاز الفني. فالتغييرات الفنية قد تكون جزءا من الحل، لكن الحل الحقيقي يكمن في إعادة هيكلة النادي بشكل كامل، بدءا من المكتب المسير وصولا إلى من يحيطون بالفريق. ومع استمرار الأزمة، يظل السؤال الأهم: هل سيتمكن أولمبيك خريبكة من الخروج من هذه الأزمة، أم أن الفريق سيغرق في دوامة الهبوط إلى دوري الهواة؟

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق