زنقة36
تحت شعار تحصينا لمغرب يتسع للجميع، نظم المنتدى الوطني لحقوق الإنسان مؤتمره الوطني الثاني بمدينة واد زم، مدينة الثورة والشهداء، يوم السبت 25 يناير 2025، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية، الحقوقية، والأكاديمية.
استهل المؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها عزف النشيد الوطني المغربي، ثم تم عرض شريط وثائقي يستعرض أنشطة المنتدى خلال الفترة الممتدة بين 2018 و2021، ما شكل لحظة لاسترجاع حصيلة العمل الحقوقي طيلة السنوات الماضية.
وفي كلمته الافتتاحية، توجه الرئيس المنتهية ولايته، الأستاذ محمد أنين، بالشكر إلى السلطات الإقليمية والمحلية، وعلى رأسها عامل إقليم خريبكة، تقديرًا لدعمه المستمر. من جهته، عبر رئيس جماعة واد زم، السيد محمد بنبيكة، عن فخر المدينة باحتضان هذا المؤتمر، مشيدًا بمبادرة المنتدى في تكريم واد زم كأول هيئة حقوقية تقوم بذلك.
بعد استكمال عرض التقارير القانونية، الأدبية والمالية للمنتدى، انتقل المؤتمرون إلى انتخاب رئيس جديد للولاية المقبلة (2025-2028). ورغم تداول اسم الأستاذ عبد الحليم الجهراني في كواليس المؤتمر كمرشح بارز، إلا أن الأخير فاجأ الجميع بإصراره على استمرار الأستاذ محمد أنين في قيادة المنتدى.
أمام هذا الموقف المؤثر، توالت المداخلات التي أجمعت على ضرورة استمرار الرئيس الحالي، رغم إلحاحه على إفساح المجال لقيادة جديدة. وفي النهاية، صوت جميع المؤتمرين لصالح تجديد الثقة في الأستاذ محمد أنين، مانحين إياه صلاحية تشكيل المكتب التنفيذي الجديد، ليجد نفسه أمام مسؤولية مواصلة المسار الحقوقي للمنتدى.
لم يكن المؤتمر فقط مناسبة تنظيمية، بل شهد لحظة وفاء وتقدير، حيث تم تكريم عشرين شخصية بارزة، حقوقية وسياسية، في مقدمتهم الأستاذة نورى تابت، والسيدة نجاة ميري، إلى جانب الأستاذ محمد بنبيكة والنائب البرلماني خليفة مجيدي. كما تم تكريم مؤسسة الفقيه العلامة الحاج الحبيب الناصري الشرقاوي للفكر والتراث، اعترافًا بإسهاماتها في الحفاظ على الموروث الثقافي والفكري للمنطقة.
أما التكريم الأبرز، فقد كان موجهًا لمدينة واد زم نفسها، التي عرفت بتضحياتها ونضالها ضد الاستعمار. وكانت لحظة مؤثرة حين اختلطت مشاعر الفرح بتفعيل ثقافة الاعتراف بدموع التأثر التي ذرفتها بعض الحاضرات، في مقدمتهم السيدة نجاة ميري.
في إطار فعاليات المؤتمر، زار المشاركون فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، حيث استمعوا إلى شروحات مفصلة حول تاريخ النضال المغربي ضد الاستعمار، من تقديم السيد محمد سعدون، والسيد مكظوم، والآنسة كوثر السملالي. كما زار الحضور بحيرة واد زم، قبل التوجه إلى مقبرة الشهداء للترحم على أرواح المقاومين والدعاء للوطن وأمير المؤمنين الملك محمد السادس.
اختتمت فعاليات المؤتمر بقراءة برقية الولاء والإخلاص، التي وجهها الرئيس الجديد/القديم، الأستاذ محمد أنين، إلى جلالة الملك محمد السادس، تأكيدًا على تجديد العهد بالمساهمة في ترسيخ قيم حقوق الإنسان، وتعزيز المواطنة الفاعلة.
بهذا الحدث المميز، يكون المنتدى الوطني لحقوق الإنسان قد نجح في الجمع بين التقييم التنظيمي، التكريم المستحق، واستحضار التاريخ النضالي، في خطوة تعزز من دور الفاعلين الحقوقيين في بناء مغرب يليق بجميع أبنائه.