بقلم: غزة مجيد
لم يعد الزفت مجرد مادة لإصلاح الطرق حسب الحاجة الفعلية، بل تحول إلى أداة دعائية صامتة تخدم حملات انتخابية رمزية. لم يُسأل: أي أزقة تحتاج التزفيت فعلاً؟ بل: أيها يُرضي مصالح رؤساء الجماعات المعينين؟ هكذا تُدار ميزانياتنا العامة بعيداً عن الأولويات الاجتماعية، وقريباً من الدعاية السياسية الرخيصة.
في إحدى جلسات المجلس ، صُوّت على تزفيت أزقة دون تحديد مواقع واضحة، فاستغل بعض رؤساء الجماعات هذا الغموض لتزفيت شوارع لا تحتاج الى تزفيت ، تاركين غيرها تغرق في الوحل. الأمر الأشد إيلاماً أن التدخل لم يكن لترميم الطرق المتضررة، بل لاستبدال لون الزفت الذي شوهته الشمس بلمعان أسود يُغري العين – حتى لو بقيت الأولويات الحقيقية مهملة. المال العام أصبح فرشاة تجميل للصورة السياسية، لا خدمة للمواطنين.
سيدي مولاي هشام المدغيري العلوي، عامل الإقليم، نحن نتوجه إليكم بهذا النداء العاجل بصفتكم السلطة الرقابية العليا على الجماعات الترابية: تدخلوا لإيقاف هذا العبث بالمال العام، وأوقفوا الزفت الانتخابي الذي يُدار لأغراض حزبية ضيقة. قبل أن تتحول ميزانيات الجماعات إلى أداة تزيين انتخابي، ويفقد الشعب ثقته في مؤسساته. المطلوب رقابة صارمة على أشغال الطرق، وحماية المصلحة العامة بتخصيص الموارد وفق الحاجة والأولوية القانونية، لا مزاجيات سياسية.


