الانتخابات الخريبكية: بين “الزرقلاف” و”الكفاءة” – صراع مضحك أم مأساة متكررة؟

5 أكتوبر 2024آخر تحديث :
الانتخابات الخريبكية: بين “الزرقلاف” و”الكفاءة” – صراع مضحك أم مأساة متكررة؟

زنقة36_غزة مجيد

مع اقتراب كل موسم انتخابي في مدينة خريبكة، يواجه المواطن معضلة الاختيار بين نموذجين متعارضين للمرشحين: “الزرقلاف” الذي يعتمد على الوعود البراقة والكاريزما السطحية، و”الكفاءة” الذي يعتمد على الخبرة العملية والرؤية الطويلة الأمد. وفي كل مرة، يعود نفس السؤال: أيهما يجب أن يمثل المواطن في المجالس المحلية؟

“الزرقلاف” هو ذاك المرشح الذي يتجول في الشوارع، يعد بحلول سريعة لكل المشاكل، ويتحدث بثقة عن التغيير وكأنه بيده عصا سحرية. يملك القدرة على الاستمالة والإغراء، ويعرف كيف يلتقط مزاج الناخبين عبر الترويج للوعود التي تروق لهم. لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن “الزرقلاف” نادرًا ما يحقق أيًا من وعوده بعد الفوز، فيبقى كل شيء حبرًا على ورق.

من جهة أخرى، هناك “الكفاءة”، المرشح الذي يمتلك القدرات والمعرفة لحل مشكلات المدينة الحقيقية. يتميز هذا النوع من المرشحين بالوضوح والجدية، ويركز على تقديم مشاريع واقعية تنبثق من فهم دقيق للتحديات التي تواجه خريبكة. لكن مشكلته تكمن في افتقاره للجاذبية الفورية التي يمتلكها “الزرقلاف”، مما يجعله أقل قدرة على كسب تأييد الجماهير التي تبحث غالبًا عن الحلول السريعة.

وفي هذا الصراع، يجد المواطن الخريبكي نفسه أمام خيارين: أن يستمر في اختيار “الزرقلاف” والانخداع ببريقه الزائف، أو أن يقف مع “الكفاءة” الذي يعد بتحقيق تغييرات حقيقية، ولو كانت بطيئة ومتأنية.

ومع تكرار هذه الدورة الانتخابية، يظل التساؤل قائمًا حول دور السلطة المعنية. كيف يمكن لها أن تتدخل لضمان نزاهة العملية الانتخابية، وتشجيع المواطنين على اتخاذ قرارات مستنيرة؟ وهل تتحمل جزءًا من المسؤولية في استمرار هيمنة “الزرقلاف” على المشهد الانتخابي؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق