نافورات خريبكة المنسية: صمت المسؤولين يُغرق المدينة في الإهمال

30 أغسطس 2024آخر تحديث :
نافورات خريبكة المنسية: صمت المسؤولين يُغرق المدينة في الإهمال

زنقة36_غزة مجيد
في قلب مدينة خريبكة، وعلى مرأى ومسمع كل من يمر من شوارعها الرئيسية، تتواجد نافورتان مهمتان تعانيان من الإهمال وانعدام الصيانة. الأولى تقع عند تقاطع شارع مولاي يوسف والطريق المؤدية إلى الدار البيضاء، بينما تتواجد الثانية بين شارع محمد السادس وشارع مولاي يوسف. هاتان النافورتان، اللتان كان من المفترض أن تكونا رمزًا لجمال المدينة، تحولتا إلى علامات حية على التقصير والإهمال.

والأمر الأكثر إحباطًا هو أن رئيس الجماعة، الذي يمر من أمام هذه النافورات أكثر من مرة في اليوم، يبدو أنه يغض الطرف عن هذه المشكلة. كيف يمكن لرئيس الجماعة أن يشاهد هذا الإهمال يوميًا دون أن يتحرك لإصلاحه؟ هل أصبح الجمال الحضري لمدينة خريبكة أمرًا ثانويًا في جدول أعمال المسؤولين؟

لقد عبر العديد من سكان خريبكة عن استيائهم من حالة هذه النافورات المهملة، معتبرين أنها جزء من هوية المدينة وجمالها. بل إن بعض السكان قد نظموا حملات محلية على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بإعادة تأهيل هذه النافورات. وفي اتصال مع أحد رؤساء الجمعيات المحلية، قال: “إذا لم يستطع المجلس إصلاح هذه النافورات، يمكننا وضع نداء لبعض المحسنين لإصلاحها. أين أنتم يا سيد الرئيس؟”

في حين تولي مدن مغربية أخرى مثل الرباط أو مراكش اهتمامًا خاصًا بنافوراتها ومعالمها الجمالية، مما يعزز من مكانتها السياحية والثقافية، نجد أن خريبكة تعاني من هذا الإهمال الواضح. من غير المقبول أن يتم تجاهل البنية التحتية التي تُعد واجهة المدينة، خاصة وأن هذا الإهمال قد يؤثر سلبًا على جاذبية المدينة للسياحة والاستثمار، مما ينعكس مباشرة على اقتصادها المحلي.

ورغم تكرار الشكاوى الموجهة للعمالة والسلطات المحلية، يبدو أن الأمر لم يلقَ آذانًا صاغية، مما يطرح العديد من التساؤلات حول جدية هذه الجهات في التعامل مع احتياجات المدينة وسكانها. إن تقارير إعلامية سابقة تناولت مشكلة الإهمال في خريبكة، مشيرة إلى أنها مشكلة مستمرة وليست جديدة. هذا يُظهر أن المشكلة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي إهمال مستمر يستدعي التحرك العاجل.

ندعو رئيس الجماعة وجميع المسؤولين المعنيين إلى مراجعة حساباتهم والنظر بجدية في هذه القضية. فالإهمال لا يولد إلا المزيد من التدهور، والمدينة التي لا يُعتنى بجمالها لا يمكن أن تكون مدينة تجذب الاستثمار أو السياحة، ولا يمكن أن يشعر فيها المواطن بالفخر والانتماء.

إننا نتطلع إلى يوم نرى فيه نافورات خريبكة تعود إلى مجدها السابق، تنبض بالحياة والماء، وتكون شاهدة على اهتمام المسؤولين بمدينة تستحق أفضل من ذلك بكثير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق