زنقة36_غزةمجيد
خريبكة، المدينة التي نبضت بالفوسفاط لعقود، تستعد اليوم لتتحول إلى قبلة رياضية بفضل بطولة دولية فريدة من نوعها، تنظمها جمعية “العيون الخضراء”. وفي ندوة صحفية احتضنتها المدينة، ألقى رئيس الجمعية كلمة عبّر فيها عن تطلعات مدينة خريبكة، تلك المدينة العريقة، لاستقبال حدث رياضي كبير يجمع بين نخبة من الفرق العالمية تحت إشراف شباب محليين ملتزمين بتعزيز مكانة مدينتهم على الخريطة الرياضية الدولية.
هذا الحدث الذي يأتي في خضم التحضيرات المكثفة للمغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، يمثل خطوة جريئة من شباب خريبكة في سياق رؤية مستقبلية تجعل من الرياضة محركًا للتنمية المحلية. ليس الأمر مجرد بطولة، بل هو إعلان عن قدرة خريبكة على مواكبة طموحات المغرب في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
ولإضفاء طابع مميز على هذه البطولة،تم اختيار فرق عالمية بعناية فائقة، منها ريال بيتيس الإسباني وأياكس أمستردام الهولندي، إلى جانب أكاديمية محمد السادس لكرة القدم. هذه الأندية لا تمثل فقط قمة الرياضة، بل هي منارات للتكوين الرياضي وفق أعلى المعايير العالمية، مما يضفي على البطولة بعدًا تربويًا يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
ولم يكن تنظيم حدث بهذا الحجم ممكنًا دون دعم الجهات الرسمية والمحلية. فقد لعب السيد عبد الحميد الشنوري، عامل صاحب الجلالة، دورًا محوريًا في توفير الظروف المثالية لنجاح هذا الحدث، من خلال تنسيق الجهود بين السلطات المحلية وتوجيهها لدعم الجمعية في كل مراحل التنظيم. كما ساهم المكتب الشريف للفوسفاط، الرافد الاقتصادي الرئيسي للمدينة، بتقديم دعم مالي سخي لتغطية كافة نفقات الفرق المشاركة، من تذاكر الطيران إلى الإقامة.
البرنامج الرياضي للبطولة يمتد على مدى ثلاثة أيام، حيث ستشهد مدينة خريبكة مباريات نصف النهائي يوم السبت، تليها مباراة تحديد المركز الثالث والمباراة النهائية يوم الأحد. وستكون الأجواء أكثر حماسًا بحفل افتتاح رمزي يعكس الروح الرياضية للمدينة، بالإضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات التي تركت بصمتها على الرياضة المحلية.
ولإثراء تجربة الجماهير،تم تخصيص فضاء ترفيهي تحت مسمى “فانزون” داخل الملعب، حيث سيتمكن المشجعون من متابعة عروض وثائقية وبرامج تثقيفية رياضية، بالشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية. وتهدف هذه الأنشطة إلى نشر ثقافة رياضية راسخة في المدينة، تلهم الشباب وتوجههم نحو مستقبل رياضي واعد.
ورغم التحديات اللوجستية التي واجهت المنظمين، لا سيما في ما يتعلق بنقص البنية التحتية الفندقية في المدينة، إلا أن عزيمة جمعية “العيون الخضراء” لم تنكسر. فعلى الرغم من الاعتذار عن استقبال فرق كبرى مثل نادي إيه سي ميلان الإيطالي، إلا أن الجمعية عازمة على تحويل هذه التحديات إلى فرص لتحسين البنية التحتية للمدينة، وجعلها جاهزة لاستضافة أحداث رياضية أكبر في المستقبل.
ومع اقتراب موعد البطولة، وجه رئيس الجمعية نداءً للجمهور المحلي للمشاركة بكثافة في هذا الحدث التاريخي. فقد تم اتخاذ قرار بجعل الدخول مجانيًا، في خطوة تهدف إلى تمكين أكبر عدد ممكن من سكان خريبكة والمناطق المجاورة من الاستمتاع بمباريات ذات مستوى عالمي، وتشجيع تنظيم فعاليات رياضية أخرى مستقبلاً.
الندوة الصحفية عرفت مشاركة مجموعة من الشخصيات الرياضية البارزة، من بينهم:
– عزيز بودربالا: نجم المنتخب المغربي السابق، الذي أشاد بجهود الجمعية وأهمية هذا الحدث في دعم الرياضة المحلية، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تسهم في تطوير كرة القدم الوطنية من خلال التركيز على تكوين الشباب.
– عبدالصمد رفيق أحد أعلام كرة القدم الخريبكية، الذي أبرز أهمية هذه البطولة في تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم وقدرتهم على منافسة فرق عالمية، مشيرًا إلى أن هذه التجربة ستسهم في رفع مستوى كرة القدم في المدينة.
– سعيد خمليش: شخصية رياضية محلية بارزة، الذي شدد على أهمية دعم الفئات العمرية الصغيرة، معتبرًا إياها رافدًا أساسيًا للمنتخبات الوطنية في المستقبل.
– سفيان الراشدي: رئيس جمعية “العيون الخضراء”، الذي أوضح أن الهدف من هذا الحدث هو تعزيز الدينامية الرياضية التي يشهدها المغرب، وتأمين أن تكون لخريبكة نصيب من هذا الزخم الرياضي.
– محمد كريم الراشدي: مدير الدورة، الذي أعرب عن أمله في أن يكون هذا الحدث نقطة انطلاق لتنظيم تظاهرات رياضية أكبر في المستقبل، مما يعزز من مكانة مدينة خريبكة كوجهة رياضية عالمية.
ختامًا، هذا الحدث ليس مجرد بطولة رياضية، بل هو رؤية واستثمار في مستقبل رياضي مشرق لمدينة خريبكة.إنه فرصة للشباب المحلي للتواصل مع أفضل مدارس كرة القدم العالمية، وللمدينة لتبرز كوجهة رياضية قادرة على استضافة أكبر التظاهرات الدولية. بفضل جهود جمعية “العيون الخضراء” ودعم الشركاء، يمكن لخريبكة أن تطمح إلى استضافة فعاليات رياضية عالمية في المستقبل القريب.