قافلة الدعم تمرّ… وجماعة خريبكة غائبة كالعادة

10 ديسمبر 2025
قافلة الدعم تمرّ… وجماعة خريبكة غائبة كالعادة

بقلم: غزة مجيد

في العاشر من دجنبر 2025، حطّت القافلة الجهوية لتعريف المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة بإقليم خريبكة، لتكون مناسبة ذهبية لإعادة الزخم لاقتصاد المدينة، ولمواكبة رواد المشاريع وأصحاب المقاولات.

حضر الجميع: ممثل عامل الاقليم السلطة المحلية ممثل المجلس الإقليمي، المكتب الشريف للفوسفاط، ممثل غرفة التجارة والصناعة والخدمات، برلمانيون ومستثمرون… كلهم فهموا معنى المسؤولية، وأدركوا أن التنمية تتطلب حضوراً ومشاركة فعلية.

لكن أين ممثل المجلس الجماعي؟
هل هم منشغلون بالتفتيشية؟ أم أن المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة لا تعنيهم على الإطلاق؟ أم أن حضور هذه القافلة، بكل ما تحمله من فرصة للمواكبة والدعم، يرهقهم أكثر من اللازم؟

اختار المجلس الجماعي الغياب الكامل، وكأنهم يعتقدون أن المدينة قد أنجزت مشاريعها الكبرى، وأن الاكتفاء الذاتي قد تحقق. والمفارقة أن المشاريع الكبرى نفسها متوقفة، معلّقة بين الانتظار والبيروقراطية، وكل ما تبقى من نشاط حقيقي هو المقاولات الصغرى، التي هي في أمسّ الحاجة إلى الدعم والمتابعة… لكن المجلس يبدو مفتوناً بوهم الإنجاز والاكتفاء، تاركاً كل شيء يتعثر أمام أنظار الجميع.

النتيجة كانت واضحة: حضور فاعل من الجميع، وغياب صارخ من جهة واحدة، كأنه يقول بصوت صامت: دعوا المشاريع الصغرى وشأنها… نحن هنا فقط لنرفع شعارات لا للتنمية.

غيابهم لم يكن سهواً؛ بل كان موقفاً واضحاً: المقاولات؟ المشاريع؟ ليست من أولوياتنا… نحن مشغولون بأشياء أخرى لا علاقة لها بالمدينة ولا بالمستقبل.

بين كل الحضور الجاد والفاعل، يبرز غياب الجماعة كصورة لكل من يبحث عن جدية ومسؤولية. بينما الجميع يتحرك، يخطط، ويستفسر، تظل الجماعة في مكانها… غير مبالية، غير موجودة، وغير مهتمة بما يحدث تحت أنظارها.

القافلة مرت، الرسائل وصلت، لكن جماعة خريبكة اختارت أن تكون غائبة عن الفعل، غائبة عن التنمية، وغائبة عن المواطنين. سؤال واحد يظل مطروحاً:
إلى متى ستبقى الجماعة بعيداً عن كل ما هو حقيقي وفعّال في دعم المقاولات؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق