زنقة36_ الرباط
شهدت مدينة فكيك حدثاً سياسياً لافتاً نهاية هذا الأسبوع، حين احتشد الآلاف من مناضلي ومناضلات الحركة الشعبية في لقاء جماهيري تواصلي كبير ترأسه الأمين العام للحزب محمد أوزين. الخيام ضُربت في قلب الساحة ليكتسي اللقاء طابع الأعراس القروية الأصيلة، ويعيد للأذهان عراقة الحزب وامتداده في تربة المغرب العميقة.
فقد انتقد محمد أوزين الحكومة بقوة، واتهمها بالفشل في حماية كرامة المواطن، خاصة في قطاع الصحة، الذي وصفه بأنه ينهار تحت أعين المسؤولين دون تحرك حقيقي. وأوضح أن الحلول الحكومية ليست سوى مسكنات إعلامية، وأن المعضلة أعمق بكثير من مناقشة ميزانية أو إصدار بلاغ موسمي، مؤكداً أن المواطنين يريدون مستشفيات مجهزة في المناطق المهمشة، لا طائرات إسعاف معدودة تثير الشفقة ولا تغير من الواقع شيئاً.
أوزين حمّل الحكومة بشكل مباشر مسؤولية تدهور أوضاع المغاربة وتراجع قدرتهم الشرائية، وقال إن السياسات العشوائية أدت إلى شلل التعليم وتردي الصحة، مضيفاً أن إصلاح التعليم والصحة لا يحتاج خطاباً ولا إحصائيات فارغة بل التزاماً سياسياً صادقاً وعملاً يومياً قريباً من المواطنين.
واستطرد: رفعتم سقف الوعود الانتخابية إلى السماء، وسرعان ما خفضتم أصواتكم إلى صمت القبور، وكأن شيئا لم يكن.من يملك الشجاعة ليعتذر للمغاربة؟سخر أوزين من التضارب الحكومي قائلاً: قرار اليوم، نقيض له غداً! ارتباك اليوم، رديف له في الغد!. الحكومة بنظره، لم تستوعب رسائل الشارع ولا آهات البسطاء.
دعا أوزين كافة الفاعلين السياسيين إلى التحلي بالجرأة وفتح صفحة جديدة في السياسة المغربية تليق بدولة عظيمة وشعب يستحق الأفضل. كما شدد أن الوقت قد حان لإغلاق قوس هذه المرحلة السياسية الفاشلة، وبناء أفق جديد يعيد الاعتبار للسياسة النظيفة ويرفع منسوب الثقة بين الشارع والدولة. واختتم قائلاً:«انتبهوا قبل أن يفوت الفوت».
