إدريس سحنون
شهدت العاصمة الرباط مساء أمس الجمعة 5 شتنبر 2025 لحظة تاريخية لكرة القدم المغربية، بعد أن حقق المنتخب الوطني فوزا ساحقا على النيجر بخمسة أهداف دون رد، ليحجز بذلك بطاقة التأهل رسميا إلى كأس العالم 2026. المباراة، التي أقيمت على أرضية ملعب مولاي عبد الله بحلته الجديدة أمام أكثر من 60 ألف متفرج، تميزت بسيطرة كاملة من أسود الأطلس منذ البداية، واستغلالهم للطرد الذي تعرض له لاعب النيجر غوماي في الدقيقة 27، ما سمح لهم بفرض إيقاعهم الفني وتحقيق أهدافهم عبر إسماعيل صيباري (هدفين)، أيوب الكعبي، حمزة إغمان وعز الدين أوناحي.
فرحة الجماهير بالمناسبة التاريخية تحولت سريعا إلى جدل بعد صافرة النهاية، حين اقتحمت أعداد كبيرة أرضية الملعب لالتقاط الصور والاحتفال مع اللاعبين. المشهد، الذي وثقته مقاطع الفيديو على منصات التواصل، وصفه كثيرون بـ”غير اللائق” و”غير مسؤول”، خاصة مع غياب أي حواجز فاصلة بين المدرجات وأرضية الملعب، ما سهل دخول الجماهير إلى أرضية اللعب وأثار مخاوف حول سلامة اللاعبين والحفاظ على المنشآت الحديثة.
هذا الحدث أعاد النقاش حول تنظيم المباريات في الملاعب الحديثة، وأبرز الحاجة إلى تدابير صارمة تشمل الحواجز الأمنية، الحملات التوعوية للجماهير، والمشاركة التفاعلية مع الفصائل المساندة، لضمان الحفاظ على الطابع الاحتفالي مع حماية اللاعبين والمنشآت. ورغم هذا الجدل، لا يزال الإنجاز الرياضي للتأهل إلى المونديال هو الحدث المركزي، الذي يعكس صعود المنتخب المغربي على الصعيد القاري ويؤكد قدرته على المنافسة في المحافل الدولية، بينما يذكر الجميع بأن الاحتفال يجب أن يرافقه احترام المنشآت والقواعد التنظيمية لضمان أجواء آمنة ومستدامة في المستقبل.