بقلم: غزة مجيد
في خريبكة، حيث يُراد للمدينة أن تبقى أسيرة الأعذار، تخرج مبادرات صغيرة لتقول: لا، ما زال في هذا الإقليم نبض حي. هكذا أسدل الستار على النسخة الثالثة من الدوري الإقليمي لكرة القدم، الذي نظمته جمعية Act4Community Khouribga بشراكة مع السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبتعاون مع عصبة بني ملال خنيفرة وجمعيات المجتمع المدني.
الحدث لم يكن عاديا، فالأرقام تتحدث: 31 جمعية من مختلف جماعات الإقليم، من خريبكة إلى حطان، ومن بولنوار إلى بوجنيبة وأولاد عزوز. ما مجموعه 900 لاعب موزعين على ثلاث فئات عمرية: U11، U13، U15. هذه الأرقام وحدها تكفي لتقول إننا أمام واحدة من أكبر التظاهرات الكروية الخاصة بالناشئين في جهة بني ملال خنيفرة.
البرنامج كان محكمًا: عند الساعة الرابعة، نهائي فئة U11 بين البسمة وراسينغ خريبكة؛ وعند الخامسة، توزيع الجوائز الفردية والجماعية على المتوجين؛ ثم في السادسة والنصف، متابعة نصف نهائي كأس إفريقيا للمحليين بين المغرب والسنغال. كرة محلية تصافح كرة قارية في أمسية واحدة.
أما الجوائز فقد ذهبت لمستحقيها: في U15 تألق شباب الفتح وراسينغ خريبكة والمستقبل بوجنيبة. في U13 كان الموعد مع المستقبل بوجنيبة، القلعة الفوسفاطية، وراسينغ خريبكة. أما في U11 فالمركز الثالث عاد للتقدم، فيما سيُحسم النهائي خلال يوم الحفل. وفي فئة الفتيات، كانت الكلمة للشروق 2 والشروق 1 والمغاربة الأحرار.
لكن، أبعد من النتائج، ما تحقق هو صناعة الأمل. هؤلاء الناشئون تعلموا أن الكرة ليست مجرد تسلية، بل مدرسة للانضباط، للتنافس الشريف، ولصقل المواهب التي قد تحمل غدًا اسم خريبكة عاليًا في المحافل الوطنية.
هكذا، وبفضل شراكة واسعة جمعت الدولة والمجتمع، نجح الدوري في أن يتحول إلى منصة للتميز. والرسالة أوضح من أن تُخفى: الرياضة، حين يُعطى لها حقها، قادرة على أن تبني أجيالًا، وتُعيد لمدينة مثل خريبكة ثقتها في نفسها.
