بقلم: غزة مجيد
في مشهد يعكس دينامية المجتمع المدني وقدرته على تحويل الفكرة إلى مشروع، تعقد جمعية مغرب المستقبل مجلسها الإداري في دورته العادية (دورة يونيو المؤجلة) يوم الأربعاء 13 غشت 2025، ابتداء من الساعة السادسة والنصف مساء، بمركب المبادرات بخريبكة. هذه الدورة، التي تأخر انعقادها عن موعدها الأصلي نهاية يونيو، ليست مجرد لقاء بروتوكولي، بل محطة مفصلية في مسار الجمعية، بالنظر لثقل القضايا المطروحة على جدول أعمالها.
على رأس هذه القضايا، يبرز مشروع إنشاء المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية بخريبكة، وهو حلم يبدو بحجم المدينة التي صارت عنواناً للسينما الإفريقية عبر مهرجانها الشهير. المجلس الإداري سيتدارس، وفق الوثائق المعروضة، تقديم عريضة إلى مجلس جهة بني ملال خنيفرة، لإدراج هذا المشروع في جدول أعمال دورته المقبلة، مع إعداد دراسة تقنية خاصة به بشراكة مع فاعلين ومؤسسات جهوية ووطنية.
وليس المشروع الثقافي سوى وجه من وجوه النقاش، إذ ستعرف الدورة أيضاً تقييم الوضعية التدبيرية للجمعية، والاستعداد للجمع العام المقبل، إضافة إلى مناقشة مختلف القضايا الطارئة التي تهم الجسم الجمعوي داخلياً وخارجياً.
هذه الدورة، من حيث التوقيت والمواضيع، تضع الجمعية أمام لحظة اختبار حقيقية لمدى قدرتها على الجمع بين الطموح والممكن، بين الحلم والآليات الواقعية لتحقيقه. فمنذ تأسيسها في 20 شتنبر 2014، ثم إعادة هيكلتها بآخر جمع عام انتخابي في 24 دجنبر 2021، اختارت مغرب المستقبل أن تشتغل بنفس تشاركي، تراهن فيه على قوة الأعضاء والعضوات، وعلى تراكم الخبرة في الميدان الميداني والمؤسساتي.
ولأن المدينة التي تنتج الفوسفاط والفن في آن، لا تحتمل المشاريع المؤجلة إلى ما لا نهاية، فإن ملف المعهد الجهوي يختبر أيضاً إرادة الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين بالجهة: هل يتعاملون مع الثقافة كترف أم كاستثمار استراتيجي؟
المجلس الإداري، في بلاغه الإخباري، لم يكتفِ بدعوة أعضائه والهيئة الاستشارية، بل وجّه الإشارة مباشرة إلى الإعلام المحلي والوطني، في رسالة ضمنية تقول: نحن نشتغل في النور، ونريد أن يكون الرأي العام شاهداً على النقاش وصناعة القرار.
الجواب عن سؤال: ماذا بعد 13 غشت؟ سيحدده، ليس فقط ما سيسفر عنه التصويت والمصادقة داخل الدورة، ولكن أيضاً كيف ستُترجم القرارات إلى واقع ملموس، في مدينة اعتادت أن ترى أفكاراً كبيرة تُعلّق في الرفوف.
